زائر زائر
| موضوع: حرمة شرب الخمر الأحد أغسطس 26, 2007 9:50 pm | |
| شرب الخمر، ويجب النهي عنه، لإطلاقات أدلة النهي عن المنكر. ولقولها (عليها السلام): (والنهي…) على تقدير كون المراد به (نهيكم) لا (نهيه) فتأمل(44). نظراً لأن اللام قد يكون عوضاً عن المضاف إليه وهو ضمير الجمع، أو الضمير الراجع إليه تعالى، فيكون المعنى: جعل الله(45) نهيكم عن شرب الخمر تنزيهاً عن الرجس(46). ويؤيده: أن ما سبق وما سيلحق من الجمل ـ إلا ما خرج بقائم البرهان(47) ـ مصاديق فعل العبد(48). ويؤيده أيضاً ـ بل يدل عليه على ذلك التقدير ـ وجود (ففـرض) في بعـض النسخ بدل (فجعل)(49)، هذا ومن المحتمل أن يكون المراد باللام: الجنس أو العهد. ثم إن المراد بالخمر: كل مسكر(50) وقد سميت الخمر خمراً لمخامرتها العقل لأنها تستره وتغطيه. كما أن الحرمة تعم كل ما أوجب الإسكار ولو بالحقنة أو بالتدخين أو ما أشبه ذلك(51) لما دل على حرمة كافة أنواع استعماله قال (صلى الله عليه وآله وسلم): (ألا أيها الناس أنهاكم عن كل مسكر)(52). وقال (عليه السلام): (كل مسكر حرام)(53). وقال (عليه السلام): (كل مسكر خمر)(54). وقال (عليه السلام): (شرب الخمر اشر من ترك الصلاة)(55). وقال (عليه السلام): (.. وشرب الخمر وهو فخ الشيطان)(56). وقال (عليه السلام): (وشرب الخمر مفتاح كل شر)(57). وقال (عليه السلام): (ما بعث الله نبياً الا بتحريم الخمر)(58). وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبايعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة اليه)(59). قال تعالى: (انما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون)(60). وقال سبحانه: (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير)(61). وقال عزوجل: (انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون)(62). ثم إن العلة معممة ومخصصة(63) والملاك(64) مستفاد من جملة من الروايات، بل بعض الآيات مثل قوله سبحانه: (لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون)(65). فإن من سكر لا يعلم ما يقول، سواء كان السكر بالشراب أم بالطعام أم بغير ذلك من الطرق الموجبة لإدخال المسكر في البدن ولو بالتنفس. وكذا قوله تعالى: (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر)(66) أما حرمة شرب حتى القطرة من الخمر فبالدليل الخاص(67). قولها (عليها السلام): (والنهي عن شرب الخمر) حيث أن شرب الخمر كان شائعاً في الجاهلية، قد حرمه الإسلام، وكانت بعض النفوس تحن إليه عوداً على ما كانوا عليه، ولذا خصصته الزهراء (عليها السلام) بالذكر وإلا فهو كسائر محرمات الأكل والشرب كالميتة ولحم الخنزير والدم وما أشبه. نعم إن الخمر رأس كل شر، فقد قال الإمام الصادق (عليه السلام): (إن الخمر أم الخبائث ورأس كل شر، يأتي على شاربها ساعة يسلب لبه فلا يعرف ربه، ولا يتـــرك معـــصية إلا ركــــبها، ولا يترك حرمة إلا انتهــــكها، ولا رحماً ماسة إلا قطعها ولا فاحـــشة إلا أتاها)(68). وقال (عليه السلام): (وإن من شرب منها جرعة لعنه الله وملائكته ورسله والمؤمنون، وإن شربها حتى يسكر منها نزع روح الإيمان من جسده، وركبت فيه روح سخيفة خبيثة ملعونة)(69). وقال (عليه السلام): (ولم تقبل صلاته أربعين يوماً، ويأتي شـــاربها يوم القـــيامة مســـوداً وجهه، مدلعــــا لسانه، يســــيل لعابه على صدره(70). وقال (عليه السلام): (ينادي العطش العطش)(71). وإن شرب الخمر رجس، لأنه يوجب السكر الذي هو مفتاح كل شر، والرجس بمعنى ما يؤدي للموبقات(72).
|
|