العمار اون لاين
سلسلة رجال حول رسول الله 1110
العمار اون لاين
سلسلة رجال حول رسول الله 1110
العمار اون لاين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العمار اون لاين

منتدى شباب العمار
 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 سلسلة رجال حول رسول الله

اذهب الى الأسفل 
+4
النسر الحزين
اسلام عبد الغنى
JojO)a@psc)
abdo yousry
8 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
abdo yousry
"عضو مميز"
سلسلة رجال حول رسول الله Untitl15
abdo yousry


ذكر
الجوزاء العمر : 36
عدد المساهمات فى المنتدى : 659
الوسام : سلسلة رجال حول رسول الله B9302a10
تاريخ التسجيل : 15/10/2008

سلسلة رجال حول رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: سلسلة رجال حول رسول الله   سلسلة رجال حول رسول الله Emptyالأحد مارس 15, 2009 8:15 am

أبو بكر الصديق
أحد العشرة المبشرين بالجنة




(*ثاني اثنين اذ هما في الغار ، اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا *) قرآن كريم


من هو ؟


هو عبد الله بن أبي قحافة، من قبيلة قريش، ولد بعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بثلاث
سنيـن ، أمه أم الخير سلمى بنت صخر التيمية بنت عم أبيه ، كان يعمل بالتجارة ومـن
أغنياء مكـة المعروفين ، وكان أنسب قريشاً لقريش وأعلم قريـش بها وبما كان فيها من
خير وشـر وكان ذا خلق ومعروف يأتونه الرجال ويألفونـه اعتنـق الاسلام دون تردد فهو
أول من أسلم من الرجال الأحرار ثم أخذ يدعو لدين اللـه فاستجاب له عدد من قريش من
بينهم عثمـان بن عفـان ، والزبيـر بن العـوام ، وعبدالرحمـن بن عـوف ، والأرقـم
ابن أبي الأرقـم




إسلامه


لقي أبو بكر -رضي الله عنه- رسول الله -صلى الله عليه و سلم- فقال ( أحقّ
ما تقول قريش يا محمد من تركِكَ آلهتنا ، وتسفيهك عقولنا وتكفيرك آباءَنا
؟!)فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( إني رسول الله يا أبا بكر ،
ونبّيه بعثني لأبلغ رسالته ، وأدعوك الى الله بالحق ، فوالله إنه للحق
أدعوك الى الله يا أبا بكر ، وحده لا شريك له ، ولا نعبد غيره ، و
الموالاة على طاعته أهل طاعته )وقرأ عليه القرآن فلم ينكر ، فأسلم وكفر
بالأصنام وخلع الأنداد ، و أقرّ بحقّ الإسلام ورجع أبو بكر وهو مؤمن
مُصَدّقيقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( ما دعوت أحدا إلى الإسلام
إلا كانت له عنه كَبْوَة وتردد ونظر إلا أبا بكر ما عَتّم عنه حين ذكرته
له وما تردد فيه )



أول خطيب


عندما بلغ عدد المسلمين تسعة وثلاثين رجلاً ، ألح أبو بكر على الرسول -صلى
الله عليه وسلم- في الظهور فقال الرسول ( يا أبا بكر إنّا قليل )فلم
يزل يلح حتى ظهر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتفرّق المسلمون في نواحي
المسجد ، وكل رجل معه ، وقام أبو بكر خطيباً ورسول الله جالس ، وكان أول
خطيب دعا الى الله عزّ وجل والى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين ، فضربوهم ضربا شديدا ، ووُطىءَ
أبو بكر ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة ، فجعل يضربه بنعلين مخصوفين ،
وأثّر على وجه أبي بكر حتى لا يعرف أنفه من وجهه ، وجاء بنو تيم تتعادى ،
فأجلوا المشركين عن أبي بكر ، وحملوا أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه ولا يشكون
في موته ، ورجعوا بيوتهم و قالوا ( والله لئن مات أبو بكـر لنقتلـن عُتبة
)ورجعوا الى أبي بكر وأخذوا يكلمونـه حتى أجابهم فتكلم آخر النهار فقال
( ما فعـل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟)فنالوه بألسنتهم وقاموا



أم الخير


ولمّا خلت أم الخير ( والـدة أبي بكر ) به جعـل يقول ( ما فعل رسول الله
-صلـى اللـه عليه وسلم-؟)قالت ( والله ما لي علم بصاحبك )قال (
فاذهبي الى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه )فخرجت حتى جاءت أم جميل ،
فقالت ( إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله ؟)قالت ( ما أعرف أبا
بكر ولا محمد بن عبد الله وإن تحبي أن أمضي معك الى ابنك فعلت ؟)قالت (
نعم )فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعا ، فدنت أم جميل وأعلنت بالصياح
وقالت ( إنّ قوما نالوا منك هذا لأهل فسق ؟! وإنّي لأرجو أن ينتقـم اللـه
لك )

قال ( فما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟) قالت ( هذه أمك تسمع
؟)قال ( فلا عين عليك منها )قالت ( سالم صالح )قال ( فأين هو
؟)قالت ( في دار الأرقم )قال ( فإن لله عليّ ألِيّة ألا أذوق طعاما
أو شرابا أو آتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- )فأمهَلَتا حتى إذا
هدأت الرِّجْل وسكن الناس خرجتا به يتكىء عليهما حتى دخل على رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- فانكب عليه يقبله وانكبّ عليه المسلمون ورقّ رسول
الله فقال أبو بكر ( بأبي أنت وأمي ليس بي إلاّ ما نال الفاسق من وجهي ،
وهذه أمي بَرّة بوالديها ، وأنت مبارك فادعها الى الله ، وادع الله لها
عسى أن يستنقذها بك من النار )فدعا لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
ثم دعاها الى الله عزّ وجل ، فأسلمت فأقاموا مع رسول الله في الدار شهراً
، وكان حمزة يوم ضُرِب أبو بكر قد أسلم




جهاده بماله


أنفق أبوبكر معظم ماله في شراء من أسلم من العبيد ليحررهم من العبودية
ويخلصهم من العذاب الذي كان يلحقه بهم ساداتهم من مشركي قريش ، فأعتق بلال
بن رباح وستة آخرين من بينهم عامر بن فهيرة وأم عبيس

فنزل فيه قوله تعالى "( وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى ")




منزلته من الرسول


كان -رضي الله عنه- من أقرب الناس الى قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
وأعظمهم منزلة عنده حتى قال فيه ( ان من أمَنِّ الناس علي في صحبته وماله
أبوبكر ، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا ، ولكن أخوة
الاسلام ومودته ، لا يبقين في المسجد باب إلا سُدّ إلا باب أبي بكر )
كما أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن أبا بكر أرحم الأمة للأمة ،
وأنه أول من يدخل معه الجنة فقد قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( أما
إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي )وأنه صاحبه على الحوض فقد
قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( أنت صاحبي على الحوض ، وصاحبي في
الغار )
كما أن أبو بكر الصديق هو والد أم المؤمنين عائشة لذا كان عظيـم الإفتخـار
بقرابته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومصاهرته له وفي ذلك يقول (
والذي نفسي بيـده لقرابة رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- أحبُّ إليّ من
أن أصل قرابتي )



الإسراء والمعراج


وحينما أسري برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مكة الى بيت المقدس ذهب
الناس الى أبي بكر فقالوا له ( هل لك يا أبا بكر في صاحبك ، يزعم أنه قد
جاء هذه الليلة بيت المقدس وصلى فيه ورجع الى مكة !)فقال لهم أبو بكر (
إنكم تكذبون عليه )فقالوا ( بلى ، ها هو ذاك في المسجد يحدث به الناس )
فقال أبو بكر ( والله لئن كان قاله لقد صدق ، فما يعجّبكم من ذلك ! فوالله
إنه ليخبرني أن الخبر ليأتيه من الله من السماء الى الأرض في ساعة من ليل
أو نهار فأصدقه ! فهذا أبعد مما تعجبون منه )

ثم أقبل حتى انتهى الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال ( يا نبي الله ،
أحدثت هؤلاء القوم أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة ؟)قال ( نعم )قال
( يا نبي الله فاصفه لي ، فإني قد جئته )فقال رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- ( فرفع لي حتى نظرت إليه)فجعل الرسول الكريم يصفه لأبي بكر ويقول
أبو بكر ( صدقت ، أشهد أنك رسول الله )حتى إذا انتهى قال الرسول -صلى
الله عليه وسلم- لأبي بكر ( وأنت يا أبا بكر الصديق )فيومئذ سماه
الصديق




الصحبة


ولقد سجل له القرآن الكريم شرف الصحبة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أثناء الهجرة الى المدينةالمنورة

فقال تعالى "( ثاني اثنين اذ هما في الغار ، اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا )"
كان أبو بكر رجلا ذا مال ، فاستأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-في
الهجرة فقال له الرسول ( لا تعْجل لعل الله يجعل لك صاحباً )فطمع بأن
يكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنما يعني نفسه حين قال له ذلك ،
فابتاع راحلتين فاحتبسهما في داره يعلفهما إعدادا لذلك ، وفي يوم الهجرة ،
أتى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بيت أبي بكر بالهاجرة في ساعة كان لا
يأتي فيها ، فلما رآه أبو بكر قال ( ما جاء رسول الله -صلى الله عليه
وسلم-هذه الساعة إلا لأمر حدث )

فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره ، فجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
وليس عند أبي بكر إلا أسماء وعائشة ، فقال الرسول ( أخرج عني من عندك
)فقال أبو بكر ( يا رسول الله ، إنما هما ابنتاي ، وما ذاك ؟ فداك أبي
وأمي !)فقال ( إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة )فقال أبو بكر (
الصُّحبة يا رسول الله ؟)قال ( الصُّحبة )تقول السيدة عائشة (
فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدا يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر
يبكي يومئذ )ثم قال أبو بكر ( يا نبيّ الله إن هاتين راحلتان قد كنت
أعددتهما لهذا )فاستأجرا عبد الله بن أرْقَط ، وكان مشركاً يدلهما على
الطريق ، فدفعا إليه راحلتيهما ، فكانت عنده يرعاهما لميعادهما





أبواب الجنـة


عن أبا هريرة ‏قال :‏ ‏سمعت رسول الله ‏-صلى الله عليه وسلم- ‏‏يقول (‏
‏من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في
سبيل الله دعي من أبواب‏ ‏-يعني
الجنة- يا عبد الله هذا خير ، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة
،
ومن كان من أهل الجهاد ، دعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصدقة دعي
من باب الصدقة ، ومن كان
من أهل الصيام دعي من باب الصيام وباب الريان
)فقال أبو بكر ‏( ‏ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من
ضرورة
)وقال ( هل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله )قال ( نعم ، وأرجو أن
تكون منهم يا ‏‏أبا بكر )


مناقبه وكراماته


مناقب أبو بكر -رضي الله عنه- كثيرة ومتعددة فمن مناقبه السبق الى أنواع
الخيرات والعبادات حتى قال عمر بن الخطاب ( ما سبقت أبا بكر الى خير إلاّ
سبقني )وكان أبو بكر الصديق يفهم إشارات الرسول -صلى الله عليه وسلم-
التي تخفى على غيره كحديث ( أن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده ،
فاختار ما عنده ) ، ففهم أنه عليه الصلاة والسلام ينعي نفسه ، ومن ذلك
أيضا فتواه في حضرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وإقراره على ذلك
وهو أول خليفة في الإسلام ، وأول من جمع المصحـف الشريـف ، وأول من أقام
للناس حجّهـم في حياة رسـول اللـه -صلى اللـه عليـه وسلم- وبعدهوكان في
الجاهلية قد حرم على نفسه شرب الخمر ، وفي الإسلام امتنع عن قول
الشعركما أنه -رضي الله عنه- لم يفته أي مشهد مع الرسول -صلى الله عليه
وسلم-وقد قال له الرسول -صلى اللـه عليه وسلم- ( أنت عتيق الله من
النار ) ، فسمّي عتيقاً

وقد بلغ بلال بن رباح أن ناساً يفضلونه على أبي بكر فقال ( كيف تفضِّلوني عليه ، وإنما أنا حسنة من حسناته !!)

عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال : ‏كنت جالسا عند النبي ‏-‏صلى الله
عليه وسلم- ‏‏إذ أقبل ‏‏أبو بكر‏ ‏آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته ،
فقال النبي ‏-‏صلى الله عليه وسلم-( ‏‏أما صاحبكم فقد ‏‏غامر ‏‏)فسلم
وقال ( إني كان بيني وبين ‏‏ابن الخطاب ‏ ‏شيء ، فأسرعت إليه ثم ندمت ،
فسألته أن يغفر لي ، فأبى علي فأقبلت إليك )فقال ( يغفر الله لك يا
‏أبا بكر ‏)‏ثلاثا ، ثم إن ‏عمر ‏ندم ، فأتى منزل ‏أبي بكر ‏، ‏فسأل (
أثم ‏أبو بكر ‏) فقالوا ( لا )فأتى إلى النبي ‏-‏صلى الله عليه
وسلم- ‏‏فسلم ، فجعل وجه النبي‏ -‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏يتمعر ، حتى أشفق
‏‏أبو بكر ،‏ ‏فجثا ‏‏على ركبتيه فقال ( يا رسول الله ، والله أنا كنت
أظلم مرتين )فقال النبي ‏-‏صلى الله عليه وسلم-( ‏إن الله بعثني إليكم
فقلتم كذبت ، وقال ‏ أبو بكر‏ ‏صدق ، وواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم
تاركوا لي صاحبي )مرتين فما أوذي بعدها




خلافته


وفي أثناء مرض الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمره أن يصلي بالمسلمين ، وبعد
وفاة الرسول الكريم بويع أبوبكر بالخلافة في سقيفة بني ساعدة ، وكان زاهدا
فيها ولم يسع اليها ، اذ دخل عليه ذات يوم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-
فوجده يبكي ، فساله عن ذلك فقال له ( يا عمر لا حاجة لي في امارتكم !!)
فرد عليه عمر ( أين المفر ؟ والله لا نقيلك ولا نستقيلك)



جيش أسامة


وجَّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسامة بن زيد في سبعمائة الى الشام
، فلمّا نزل بـذي خُشُـب -واد على مسيرة ليلة من المدينة- قُبِض رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- وارتدّت العرب حول المدينة ، فاجتمع إليه أصحاب رسول
الله فقالوا ( يا أبا بكر رُدَّ هؤلاء ، تُوجِّه هؤلاء الى الروم وقد
ارتدت العرب حول المدينة ؟!)فقال ( والذي لا إله إلا هو لو جرّت الكلاب
بأرجل أزواج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما رَدَدْت جيشاً وجَّهه رسول
الله ولا حللت عقدَهُ رسول الله )فوجّه أسامة فجعل لا يمر بقبيل يريدون
الارتداد إلا قالوا ( لولا أن لهؤلاء قوّة ما خرج مثل هؤلاء من عندهم ،
ولكن ندعهم حتى يلقوا الروم )فلقوا الروم فهزموهم وقتلوهم ورجعوا
سالمين فثبتوا على الإسلام



حروب الردة


بعد وفـاة الرسـول -صلى الله عليه وسلم- ارتدت العرب ومنعت الزكاة ،
واختلـف رأي الصحابة في قتالهم مع تكلمهم بالتوحيـد ، قال عمر بن الخطاب (
كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( أُمرتُ أن
أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا منّي دماءَهم
وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله )؟!)فقال أبو بكر ( الزكاة حقُّ
المال )وقال ( والله لأقاتلن من فرّق الصلاة والزكاة ، والله لو منعوني
عَنَاقاً كانوا يُؤدّونها الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقاتلتهم
على منعها )ونصب أبو بكر الصديق وجهه وقام وحده حاسراً مشمِّراً حتى
رجع الكل الى رأيه ، ولم يمت حتى استقام الدين ، وانتهى أمر المرتدين



جيوش العراق والشام


ولمّا فرغ أبو بكر -رضي الله عنه- من قتال المرتدين بعث أبا عبيدة الى
الشام وخالد بن الوليد الى العراق ، وكان لا يعتمد في حروب الفتوحات على
أحد ممن ارتدَّ من العرب ، فلم يدخل في الفتوح إلا من كان ثابتا على
الإسلام


عدل سابقا من قبل mando في الجمعة مارس 20, 2009 9:35 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
JojO)a@psc)
عضو مبدع
عضو مبدع
JojO)a@psc)


انثى
القوس العمر : 34
العنوان : فلســـــــــطين
عدد المساهمات فى المنتدى : 4705
الوظيفه : JojO
الوسام : سلسلة رجال حول رسول الله 0e27fb10
تاريخ التسجيل : 12/04/2008

سلسلة رجال حول رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة رجال حول رسول الله   سلسلة رجال حول رسول الله Emptyالأحد مارس 15, 2009 5:21 pm

الله معلومات جميله عن الصحابي رضي الله عني ابو بكر الصديق
رحمه الله ورحمنا جميعا برحمته

الف شكر يماندو
بجد جزاك الله خيرا
وجعله في ميزان حسناتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abdo yousry
"عضو مميز"
سلسلة رجال حول رسول الله Untitl15
abdo yousry


ذكر
الجوزاء العمر : 36
عدد المساهمات فى المنتدى : 659
الوسام : سلسلة رجال حول رسول الله B9302a10
تاريخ التسجيل : 15/10/2008

سلسلة رجال حول رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة رجال حول رسول الله   سلسلة رجال حول رسول الله Emptyالأحد مارس 15, 2009 6:56 pm


شكرا ياجوجو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اسلام عبد الغنى
"عضو مميز"
سلسلة رجال حول رسول الله Untitl15
اسلام عبد الغنى


ذكر
الاسد العمر : 37
عدد المساهمات فى المنتدى : 640
الوسام : سلسلة رجال حول رسول الله C03ec810
تاريخ التسجيل : 29/08/2007

سلسلة رجال حول رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة رجال حول رسول الله   سلسلة رجال حول رسول الله Emptyالثلاثاء مارس 17, 2009 12:29 am

بارك الله فيك

معلش هتقل عليك

ممكن تجيب موضوع عن الصحابى الجليل عبد الله بن مسعود
محتاجة ضرورى جدا

مش عارف اجمع معلومات عنة للاسف
هو شخصية غنية جدااااااااااااااا.............
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abdo yousry
"عضو مميز"
سلسلة رجال حول رسول الله Untitl15
abdo yousry


ذكر
الجوزاء العمر : 36
عدد المساهمات فى المنتدى : 659
الوسام : سلسلة رجال حول رسول الله B9302a10
تاريخ التسجيل : 15/10/2008

سلسلة رجال حول رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة رجال حول رسول الله   سلسلة رجال حول رسول الله Emptyالثلاثاء مارس 17, 2009 9:47 am

مشكور على مرورك يااسلام
وعينى ليك ياجميل

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abdo yousry
"عضو مميز"
سلسلة رجال حول رسول الله Untitl15
abdo yousry


ذكر
الجوزاء العمر : 36
عدد المساهمات فى المنتدى : 659
الوسام : سلسلة رجال حول رسول الله B9302a10
تاريخ التسجيل : 15/10/2008

سلسلة رجال حول رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة رجال حول رسول الله   سلسلة رجال حول رسول الله Emptyالثلاثاء مارس 17, 2009 9:54 am

عبدالله بن مسعود رضي الله عنه

هو عبدالله بن مسعود بن غافل الهذلي، وكناه النبي -صلى الله عليه وسلم-
أبا عبدالرحمـن مات أبوه في الجاهلية، وأسلمت أمه وصحبت النبي -صلى الله
عليه وسلم- لذلك كان ينسب الى أمه أحيانا فيقال: (ابن أم عبد)... وأم عبد
كنية أمه -رضي الله عنهما-.


أول لقاء مع الرسول

يقول -رضي الله عنه- عن أول لقاء له مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (كنت
غلاما يافعا أرعى غنما لعقبة بن أبي مُعَيْط، فجاء النبي -صلى الله عليه
وسلم- وأبو بكـر فقالا: (يا غلام، هل عندك من لبن تسقينـا؟)... فقلت: (إني
مؤتمـن ولست ساقيكما)... فقال النبـي -صلى الله عليه وسلم-: (هل عندك من
شاة حائل، لم يَنْزُ عليها الفحل؟)... قلت: (نعم)... فأتيتهما بها،
فاعتقلها النبي ومسح الضرع ودعا ربه فحفل الضرع، ثم أتاه أبو بكر بصخرة
متقعّرة، فاحتلب فيها فشرب أبوبكر، ثم شربت ثم قال للضرع: (اقْلِص)...
فقلص، فأتيت النبي بعد ذلك فقلت: (علمني من هذا القول)... فقال: (إنك غلام
مُعَلّم).



إسلامه

لقد كان عبدالله بن مسعود من السابقين في الاسلام، فهو سادس ستة دخلوا في
الاسلام، وقد هاجر هجرة الحبشة وهجرة المدينة، وشهد بدرا والمشاهد مع
الرسول -صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أجهز على أبي جهل، ونَفَلَه رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- سيفَ أبي جهل حين أتاه برأسه.
وكان نحيل الجسم دقيق الساق ولكنه الايمان القوي بالله الذي يدفع صاحبه
الى مكارم الأخلاق، وقد شهد له النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- بأن ساقه
الدقيقة أثقل في ميزان الله من جبل أحد، وقد بشره الرسـول -صلى اللـه عليه
وسلم- بالجنة.
فقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- ابن مسعود فصعد شجرةً وأمَرَه أن
يأتيه منها بشيء، فنظر أصحابُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى ساقه
حين صعد فضحكوا من حُموشَةِ ساقه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَمّ
تضحكون؟ لَرِجْلُ عبد الله أثقلُ في الميزان يوم القيامة من أحُدٍ).





جهره بالقرآن

وعبد الله بن مسعود -رضي اللـه عنه- أول من جهر بالقرآن الكريم عند الكعبة
بعد رسول اللـه -صلى الله عليه وسلم-، اجتمع يوماً أصحاب رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- فقالوا: (والله ما سمعت قريشُ هذا القرآن يُجهرُ لها به
قط، فمَنْ رجلٌ يُسمعهم؟)... فقال عبد الله بن مسعود: (أنا)... فقالوا:
(إنّا نخشاهم عليك، إنّما نريدُ رجلاً له عشيرة تمنعه من القوم إن
أرادوه)... فقال: (دعوني فإنّ الله سيمنعني)... فغدا عبد الله حتى أتى
المقام في الضحى وقريش في أنديتها، حتى قام عبد الله عند المقام فقال
رافعاً صوته.
بسم الله الرحمن الرحيم: {الرّحْمن، عَلّمَ القُرْآن، خَلَقَ الإنْسَان،
عَلّمَهُ البَيَان}... فاستقبلها فقرأ بها، فتأمّلوا فجعلوا يقولون ما
يقول ابن أم عبد، ثم قالوا: (إنّه ليتلوا بعض ما جاء به محمد)... فقاموا
فجعلوا يضربونه في وجهه، وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ، ثم
انصرف إلى أصحابه وقد أثروا بوجهه، فقالوا: (هذا الذي خشينا عليك)...
فقال: (ما كان أعداء الله قط أهون عليّ منهم الآن، ولئن شئتم غاديتهم
بمثلها غداً؟!)... قالوا: (حسبُكَ قد أسمعتهم ما يكرهون).




حفظ القرآن

أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- عبد الله بن مسعود أن يقرأ عليه فقال:
(اقرأ علي)... قال: (يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟)... فقال -صلى
اللـه عليه وسلم-: (إني أحب أن أسمعه من غيري)... قال ابن مسعود فقرأت
عليه من سورة النسـاء حتى وصلت الى.
قوله تعالى: {فكَيْفَ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيدًا}... (النساء -41).
فقال له النبي -صلىالله عليه وسلـم-: (حسبـك)... قال ابن مسعود: (فالتفت اليه فاذا عيناه تذرفان).
كان ابن مسعود من علماء الصحابة -رضي الله عنهم- وحفظة القرآن الكريم
البارعين، فيه انتشر علمه وفضله في الآفاق بكثرة أصحابه والآخذين عنه
الذين تتلمذوا على يديه وتربوا، وقد كان يقول: (أخذت من فم رسـول اللـه
-صلى اللـه عليه- سبعين سورة لا ينازعني فيها أحد)... وقال رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- (استقرئـوا القرآن من أربعة من عبـدالله بن مسعود وسـالم
مولى أبى حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل)... كمـا كان يقول: (من أحب أن
يسمع القرآن غضاً كما أُنزل فليسمعه من ابن أم عبد)...
قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (استخلفتَ)... فقال: (إنّي إنْ
استخْلِفُ عليكم فعصيتم خليفتي عُذّبتُم، ولكم ما حدّثكم به حُذيفة
فصدِّقوه، وما أقرأكم عبد الله بن مسعود فاقْرَؤُوه).
وحين أخذ عثمان بن عفان من عبد الله مصحفه، وحمله على الأخذ بالمصحف
الإمام الذي أمر بكتابته، فزع المسلمون لعبد الله وقالوا: (إنّا لم نأتِكَ
زائرين، ولكن جئنا حين راعنا هذا الخبر)... فقال: (إنّ القرآن أُنزِلَ على
نبيّكم -صلى الله عليه وسلم- من سبعة أبواب على سبعة أحرف، وإنّ الكتاب
قبلكم كان ينزل -أو نزل- من باب واحد على حرف واحد، معناهما واحد).



قربه من الرسول

وابن مسعود صاحب نعلى النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدخلهما في يديه
عندما يخلعهما النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو كذلك صاحب وسادة النبي -صلى
الله عليه وسلم- ومطهرته... أجاره الله من الشيطان فليس له سبيل عليه...
وابن مسعود صاحب سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي لا يعلمه غيره،
لذا كان اسمه (صاحب السَّواد)... حتى قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
(لو كنت مؤمرا أحدا دون شورى المسلمين لأمَّرت ابن أُم عبد).
كما أعطي مالم يعط لغيره حين قال له الرسول: (إذْنُكَ علي أن ترفع
الحجاب)... فكان له الحق بأن يطرق باب الرسول الكريم في أي وقت من الليل
أو النهار... يقول أبو موسى الأشعري: (لقد رأيت النبي -صلى الله عليه
وسلم- وما أرى إلا ابن مسعود من أهله).




مكانته عند الصحابة

قال عنه أمير المؤمنين عمر: (لقد مُليء فِقْهاً)... وقال أبو موسى
الأشعري: (لا تسألونا عن شيء ما دام هذا الحَبْرُ فيكم)... ويقول عنه
حذيفة: (ما أعرف أحدا أقرب سمتا ولا هديا ودلا بالنبي -صلى الله عليه
وسلم- من ابن أم عبد).
واجتمع نفر من الصحابة عند علي بن أبي طالب فقالوا له: (يا أمير المؤمنين،
ما رأينا رجلا كان أحسن خُلُقا ولا أرفق تعليما، ولا أحسن مُجالسة ولا أشد
وَرَعا من عبد الله بن مسعود)... قال علي: (نشدتكم الله، أهو صدق من
قلوبكم؟)... قالوا: (نعم)... قال: (اللهم إني أُشهدك، اللهم إني أقول فيه
مثل ما قالوا، أو أفضل، لقد قرأ القرآن فأحل حلاله، وحرم حرامه، فقيه في
الدين عالم بالسنة).
وعن تميم بن حرام قال: (جالستُ أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما
رأيتُ أحداً أزهدَ في الدنيا ولا أرغبَ في الآخرة، ولا أحبّ إليّ أن أكون
في صلاحه، من ابن مسعود).



ورعه

كان أشد ما يخشاه ابن مسعود -رضي الله عنه- هو أن يحدث بشيء عن الرسول
-صلى الله عليه وسلم- فيغير شيئا أو حرفا... يقول عمرو بن ميمون: (اختلفت
الى عبد الله بن مسعود سنة، ما سمعته يحدث فيها عن رسول الله -صلى الله
عليه وسلم-، إلا أنه حدّث ذات يوم بحديث فجرى على لسانه: قال رسول الله،
فعلاه الكـرب حتى رأيت العـرق يتحدر عن جبهتـه، ثم قال مستدركا: قريبا من
هذا قال الرسـول).
ويقول علقمـة بن قيـس: (كان عبد الله بن مسعود يقوم عشية كل خميس متحدثا،
فما سمعته في عشية منها يقول: قال رسول الله غير مرة واحدة، فنظرت إليه
وهو معتمد على عصا، فإذا عصاه ترتجف وتتزعزع).




حكمته

كان يملك عبدالله بن مسعود قدرة كبيرة على التعبير والنظر بعمق للأمور فهو
يقول عما نسميه نِسبية الزمان: (إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار، نور
السموات والأرض من نور وجهه)... كما يقول عن العمل: (إني لأمقت الرجل إذ
أراه فارغا، ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة)... ومن كلماته
الجامعة: (خير الغنى غنى النفس، وخير الزاد التقوى، وشر العمى عمى القلب،
وأعظم الخطايا الكذب، وشر المكاسب الربا، وشر المأكل مال اليتيم، ومن يعف
يعف الله عنه، ومن يغفر يغفر الله له).
وقال عبدالله بن مسعود: (لو أنّ أهل العلم صانوا العلم ووضعوه عند أهله
لسَادوا أهل زمانهم، ولكنّهم وضعوه عند أهل الدنيا لينالوا من دنياهم،
فهانوا عليهم، سمعتُ نبيّكم -صلى الله عليه وسلم- يقول: (مَنْ جعلَ
الهمومَ همّاً واحداً، همّه المعاد، كفاه الله سائرَ همومه، ومَنْ
شعّبَتْهُ الهموم أحوال الدنيا لم يُبالِ الله في أي أوديتها هلك).




أمنيته

يقول ابن مسعود: (قمت من جوف الليل وأنا مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-
في غزوة تبوك، فرأيت شعلة من نار في ناحية العسكر فاتبعتها أنظر إليها،
فإذا رسول الله وأبو بكر وعمر، وإذا عبد الله ذو البجادين المزني قد مات،
وإذا هم قد حفروا له، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حفرته وأبو بكر
وعمر يدلِّيَانه إليه، والرسول يقول: أدنيا إلي أخاكما... فدلياه إليه،
فلما هيأه للحده قال: اللهم إني أمسيت عنه راضيا فارض عنه... فيا ليتني
كنت صاحب هذه الحفرة.


أهل الكوفة

ولاه أمير المؤمنين عمر بيت مال المسلمين بالكوفة، وقال لأهلها حين أرسله
إليهم: (إني والله الذي لا إله إلا هو قد آثرتكم به على نفسي، فخذوا منه
وتعلموا)... ولقد أحبه أهل الكوفة حبا لم يظفر بمثله أحد قبله... حتى
قالوا له حين أراد الخليفة عثمان بن عفان عزله عن الكوفة: (أقم معنا ولا
تخرج ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه منه)... ولكنه أجاب: (إن له علي
الطاعة، وإنها ستكون أمور وفتن، ولا أحب أن أكون أول من يفتح أبوابها).



المرض

قال أنس بن مالك: دخلنا على عبد اللـه بن مسعود نعوده في مرضه، فقلنا:
(كيف أصبَحتَ أبا عبد الرحمن؟)... قال: (أصبحنا بنعمة اللـه إخوانا)...
قلنا: (كيف تجدُكَ يا أبا عبد الرحمن؟)... قال: (إجدُ قلبي مطمئناً
بالإيمان)... قلنا له: (ما تشتكي أبا عبد الرحمن؟)... قال: (أشتكي ذنوبي و
خطايايَ)... قلنا: (ما تشتهي شيئاً؟)... قال: (أشتهي مغفرة اللـه
ورضوانه)... قلنا: (ألا ندعو لك طبيباً؟)... قال: (الطبيب أمرضني -وفي
رواية أخرى الطبيب أنزل بي ما ترون).
ثم بكى عبد الله، ثم قال: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إنّ
العبد إذا مرض يقول الرّب تبارك وتعالى: (عبدي في وثاقي)... فإن كان نزل
به المرض في فترةٍ منه قال: (اكتبوا له من الأمر ما كان في فترته)... فأنا
أبكي أنّه نزل بي المرض في فترةٍ، ولوددتُ أنّه كان في اجتهادٍ منّي).




الوصية

لمّا حضر عبد الله بن مسعود الموتُ دَعَا ابْنَه فقال: (يا عبد الرحمن بن
عبد الله بن مسعود، إنّي موصيك بخمس خصال، فاحفظهنّ عنّي: أظهر اليأسَ
للناس، فإنّ ذلك غنىً فاضل، ودعْ مطلبَ الحاجات إلى الناس، فإنّ ذلك فقرٌ
حاضر، ودعْ ما يعتذر منه من الأمور، ولا تعملْ به، وإنِ استطعتَ ألا يأتي
عليك يوم إلا وأنتَ خير منك بالإمس فافعل، وإذا صليتَ صلاةً فصلِّ صلاةَ
مودِّع كأنّك لا تصلي صلاة بعدها).



الحلم

لقي رجل ابن مسعود فقال: لا تعدم حالِماً مذكّراً: (رأيتُكَ البارحة،
ورأيتُ النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- على منبر مرتفع، وأنتَ دونه وهو
يقول: (يابن مسعود هلُمّ إليّ، فلقد جُفيتَ بعدي)... فقال عبد الله:
(آللّهِ أنتَ رأيتَهُ؟)... قال: (نعم)... قال: (فعزمتُ أن تخرج من المدينة
حتى تصلي عليّ)... فما لبث إلا أياماً حتى مات -رضي الله عنه- فشهد الرجل
الصلاة عليه.


وفاته

وفي أواخر عمره -رضي الله عنه- قدم الى المدينة على ساكنها أفضل الصلاة
وأتم التسليم... توفي سنة اثنتين وثلاثين للهجرة في أواخر خلافة عثمان...
رضي الله عن ابن أم عبد وأمه صاحبي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
وجعلهما رفيقيه في الجنة مع الخالدين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النسر الحزين
"عضو مميز"
سلسلة رجال حول رسول الله Untitl15
النسر الحزين


ذكر
السرطان العمر : 30
عدد المساهمات فى المنتدى : 206
الوسام : سلسلة رجال حول رسول الله Empty
تاريخ التسجيل : 09/08/2008

سلسلة رجال حول رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة رجال حول رسول الله   سلسلة رجال حول رسول الله Emptyالثلاثاء مارس 17, 2009 1:09 pm



جزاك الله خيرا بجد كلام جميل

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abdo yousry
"عضو مميز"
سلسلة رجال حول رسول الله Untitl15
abdo yousry


ذكر
الجوزاء العمر : 36
عدد المساهمات فى المنتدى : 659
الوسام : سلسلة رجال حول رسول الله B9302a10
تاريخ التسجيل : 15/10/2008

سلسلة رجال حول رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة رجال حول رسول الله   سلسلة رجال حول رسول الله Emptyالثلاثاء مارس 17, 2009 8:02 pm

شكرا يانسر على مرورك الرائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اسلام عبد الغنى
"عضو مميز"
سلسلة رجال حول رسول الله Untitl15
اسلام عبد الغنى


ذكر
الاسد العمر : 37
عدد المساهمات فى المنتدى : 640
الوسام : سلسلة رجال حول رسول الله C03ec810
تاريخ التسجيل : 29/08/2007

سلسلة رجال حول رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة رجال حول رسول الله   سلسلة رجال حول رسول الله Emptyالأربعاء مارس 18, 2009 11:19 pm

الف شكر يا ماندو

جزاكم الله كل خير وجعلة فى ميزان حسناتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
capo
قلم حائر
قلم حائر
capo


ذكر
الجدي العمر : 36
عدد المساهمات فى المنتدى : 73
تاريخ التسجيل : 14/03/2009

سلسلة رجال حول رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة رجال حول رسول الله   سلسلة رجال حول رسول الله Emptyالخميس مارس 19, 2009 12:46 am

تسلم ايدك على الموضوع الشيقى والمليئ بالمعلومات
المفيدة عن ابوبكر الصديق
وبارك الله فيك يا كبير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
JojO)a@psc)
عضو مبدع
عضو مبدع
JojO)a@psc)


انثى
القوس العمر : 34
العنوان : فلســـــــــطين
عدد المساهمات فى المنتدى : 4705
الوظيفه : JojO
الوسام : سلسلة رجال حول رسول الله 0e27fb10
تاريخ التسجيل : 12/04/2008

سلسلة رجال حول رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة رجال حول رسول الله   سلسلة رجال حول رسول الله Emptyالخميس مارس 19, 2009 6:35 pm

جزاك الله خيرا يا ماندو
معلومات جميله عن واحد من افضل واروع الصحابه
رضوان الله عليهم جميعا

تسلم ايدك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abdo yousry
"عضو مميز"
سلسلة رجال حول رسول الله Untitl15
abdo yousry


ذكر
الجوزاء العمر : 36
عدد المساهمات فى المنتدى : 659
الوسام : سلسلة رجال حول رسول الله B9302a10
تاريخ التسجيل : 15/10/2008

سلسلة رجال حول رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة رجال حول رسول الله   سلسلة رجال حول رسول الله Emptyالجمعة مارس 20, 2009 9:05 am

شكرا ياجماعة على الردود الرائعة التى تسعدنى دائما
ولهذا قررت ان اكمل هذا الموضوع وانتهز هذه الفرصة واكمل سلسلة رجال حول رسول الله

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abdo yousry
"عضو مميز"
سلسلة رجال حول رسول الله Untitl15
abdo yousry


ذكر
الجوزاء العمر : 36
عدد المساهمات فى المنتدى : 659
الوسام : سلسلة رجال حول رسول الله B9302a10
تاريخ التسجيل : 15/10/2008

سلسلة رجال حول رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة رجال حول رسول الله   سلسلة رجال حول رسول الله Emptyالجمعة مارس 20, 2009 9:43 am

3_بلال ابن رباح
بلال بن رباح - الساخر من الأهوال


كان عمر بن الخطاب، اذا ذكر أبو بكر قال:

" أبو بكر سيدنا وأعتق سيّدنا"..

يعني بلالا رضي الله عنه..




وان رجلا يلقبه عمر بسيدنا هو رجل عظيم ومحظوظ..

لكن هذا الرجل الشديد السمرة، النحيف الناحل، المفرط الطول الكث الشعر،
الخفيف العارضين، لم يكن يسمع كلمات المدح والثناء توجه اليه، وتغدق عليه،
الا ويحني رأسه ويغض طرفه، ويقول وعبراته على وجنتيه تسيل:


"انما أنا حبشي.. كنت بالأمس عبدا"..!!


فمن هذا الحبشي الذي كان بالأمس عبدا..!!

انه "بلال بن رباح" مؤذن الاسلام، ومزعج الأصنام..
انه احدى معجزات الايمان والصدق.


احدى معجزات الاسلام العظيم..

في كل عشرة مسلمين. منذ بدأ الاسلام الى اليوم، والى ما شاء الله سنلتقي بسبعة على الأقل يعرفون بلالا..

أي أن هناك مئات الملايين من البشر عبر القرون والأجيال عرفوا بلالا،
وحفظوا اسمه، وعرفوا دوره. تماما كما عرفوا أعظم خليفتين في الاسلام: أبي
بكر وعمر...!!


وانك لتسأل الطفل الذي لا يزال يحبو في سنوات دراسته الأولى في مصر، أ، باكستان، أ، الصين..

وفي الأمريكيتين، وأوروبا وروسيا..

وفي تاعراق ، وسوريا، وايران والسودان..




في تونس والمغرب والجزائر..

في أعماق أفريقيا، وفوق هضاب آسيا..

في كل يقعة من الأرض يقتنها مسلمون، تستطيع أن تسأل أي طفل مسلم: من بلال يا غلام؟

فيجيبك: انه مؤذن الرسول.. وانه العبد الذي كان سيّده يعذبه بالحجارة المستعرّة ليردّه عن دينه، فيقول:

"أحد.. أحد.."






وحينما تبصر هذا الخلود الذي منحه الاسلام بلالا.. فاعلم أن بلال هذا، لم
يكن قبل الاسلام أكثر من عبد رقيق، يرعى ابل سيّده على حفنات من التمر،
حتى يطو به الموت، ويطوّح به الى أعماق النسيان..


لكن صدق ايمانه، وعظمة الدين الذي آمن به بوأه في حياته، وفي تاريخه مكانا عليّا في الاسلام بين العظماء والشرفاء والكرماء...

ان كثيرا من عليّة البشر، وذوي الجاه والنفوذ والثروة فيهم، لم يظفروا بمعشار الخلود الذي ظفر به بلال العبد الحبشي..!!

بل ان كثيرا من أبطال التاريخ لم ينالوا من الشهرة التاريخية بعض الذي ناله بلال..

ان سواد بشرته، وتواضع حسبه ونسبه، وهوانه على الانس كعبد رقيق، لم يحرمه
حين آثر الاسلام دينا، من أن يتبوأ المكان الرفيع الذي يؤهله له صدقه
ويقينه، وطهره، وتفانيه..





ان ذلك كله لم يكن له في ميزان تقييمه وتكريمه أي حساب، الا حساب الدهشة حين توجد العظمة في غير مظانها..

فلقد كان الناس يظنون أن عبدا مثل بلال، ينتمي الى أصول غريبة.. ليس له
أهل، ولا حول، ولا يملك من حياته شيئا، فهو ملك لسيّده الذي اشتراه
بماله.. يروح ويغدو وسط شويهات سيده وابله وماشيته..


كانوا يظنون أن مثل هذا الكائن، لا يمكن أن يقدر على شيء ولا أن يكون شيئا..

ثم اذا هو يخلف الظنون جميعا، فيقدر على ايمان، هيهات أن يقدر على مثله
سواه.. ثم يكون أول مؤذن للرسول والاسلام العمل الذي كان يتمناه لنفسه كل
سادة قريش وعظمائها من الذين أسلموا واتبعوا الرسول..!!


أجل.. بلال بن رباح!

أيّة بطولة.. وأيّة عظمة تعبر عنها هذه الكلمات الثلاث بلال ابن رباح..؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
black pearl
"المدير العام"
سلسلة رجال حول رسول الله Untitl17
black pearl


انثى
الدلو العمر : 35
العنوان : Tanta
عدد المساهمات فى المنتدى : 7928
الوظيفه : lawyer
الوسام : سلسلة رجال حول رسول الله Akb64011
تاريخ التسجيل : 04/02/2009

سلسلة رجال حول رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة رجال حول رسول الله   سلسلة رجال حول رسول الله Emptyالجمعة مارس 20, 2009 3:19 pm

مشكور على مجهودك الرائع يا ماندو

تقبل مرورى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ela-mohammed.alafdal.net
the leader
"عضو مميز"
سلسلة رجال حول رسول الله Untitl15
the leader


ذكر
الثور العمر : 31
عدد المساهمات فى المنتدى : 1135
الوسام : سلسلة رجال حول رسول الله Wsam-t11
تاريخ التسجيل : 14/03/2009

سلسلة رجال حول رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة رجال حول رسول الله   سلسلة رجال حول رسول الله Emptyالجمعة مارس 20, 2009 3:49 pm


جزاك الله كل خير
تسلم ايدك على المعلومات الجميلة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abdo yousry
"عضو مميز"
سلسلة رجال حول رسول الله Untitl15
abdo yousry


ذكر
الجوزاء العمر : 36
عدد المساهمات فى المنتدى : 659
الوسام : سلسلة رجال حول رسول الله B9302a10
تاريخ التسجيل : 15/10/2008

سلسلة رجال حول رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة رجال حول رسول الله   سلسلة رجال حول رسول الله Emptyالجمعة مارس 20, 2009 8:26 pm

مشكورين ياجماعة على المرور الرائع
ويارب الجميع فى تقدم

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abdo yousry
"عضو مميز"
سلسلة رجال حول رسول الله Untitl15
abdo yousry


ذكر
الجوزاء العمر : 36
عدد المساهمات فى المنتدى : 659
الوسام : سلسلة رجال حول رسول الله B9302a10
تاريخ التسجيل : 15/10/2008

سلسلة رجال حول رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة رجال حول رسول الله   سلسلة رجال حول رسول الله Emptyالسبت مارس 21, 2009 1:00 pm



مصعب بن عمير

أول سفراء الاسلام

هذا رجل من أصحاب محمد ما أجمل أن نبدأ به الحديث.

غرّة فتيان قريش, وأوفاهم جمالا, وشبابا..

يصف المؤرخون والرواة شبابه فيقولون:" كان أعطر أهل مكة"..

ولد في النعمة, وغذيّ بها, وشبّ تحت خمائلها.

ولعله لم يكن بين فتيان مكة من ظفر بتدليل أبويه بمثل ما ظفر به "مصعب بن عمير"..

ذلك الفتر الريّان, المدلل المنعّم, حديث حسان مكة, ولؤلؤة ندواتها
ومجالسها, أيمكن أن يتحوّل الى أسطورة من أساطير الايمان والفداء..؟

بالله ما أروعه من نبأ.. نبأ "مصعب بن عمير", أو "مصعب الخير" كما كان لقبه بين المسلمين.

انه واحد من أولئك الذين صاغهم الاسلام وربّاهم "محمد" عليه الصلاة والسلام..

ولكن أي واحد كان..؟

ان قصة حياته لشرف لبني الانسان جميعا..

لقد سمع الفتى ذات يوم, ما بدأ أهل مكة يسمعونه من محمد الأمين صلى الله عليه وسلم..

"محمد" الذي يقول أن الله أرسله بشيرا ونذيرا. وداعيا الى عبادة الله الواحد الأحد.

وحين كانت مكة تمسي وتصبح ولا همّ لها, ولا حديث يشغلها الا الرسول
عليه الصلاة والسلام ودينه, كان فتى قريش المدلل أكثر الناس استماعا لهذا
الحديث.

ذلك أنه كان على الرغم من حداثة سنه, زينة المجالس والندوات, تحرص كل ندوة
أن يكون مصعب بين شهودها, ذلك أن أناقة مظهره ورجاحة عقله كانتا من خصال
"ابن عمير التي تفتح له القلوب والأبواب..

ولقد سمع فيما سمع أن الرسول ومن آمن معه, يجتمعون بعيدا عن فضول
قريش وأذاها.. هناك على الصفا في درا "الأرقم بن أبي الأرقم" فلم يطل به
التردد, ولا التلبث والانتظار, بل صحب نفسه ذات مساء الى دار الأرقم تسبقه
أشواقه ورؤاه...

هناك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يلتقي بأصحابه فيتلو عليهم القرآن, ويصلي معهم لله العليّ القدير.

ولم يكد مصعب يأخذ مكانه, وتنساب الآيات من قلب الرسول متألفة على
شفتيه, ثم آخذة طريقها الى الأسماع والأفئدة, حتى كان فؤاد ابن عمير في
تلك الأمسية هو الفؤاد الموعود..!

ولقد كادت الغبطة تخلعه من مكانه, وكأنه من الفرحة الغامرة يطير.

ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم بسط يمينه الحانية حتى لامست الصدر
المتوهج, والفؤاد المتوثب, فكانت السكينة العميقة عمق المحيط.. وفي لمح
البصر كان الفتى الذي آمن وأسلم يبدو ومعه من الحكمة ما بفوق ضعف سنّه
وعمره, ومعه من التصميم ما يغيّر سير الزمان..!!!

**

كانت أم مصعب "خنّاس بنت مالك" تتمتع بقوة فذة في شخصيتها, وكانت تهاب الى حد الرهبة..

ولم يكن مصعب حين أسلم ليحاذر أو يخاف على ظهر الأرض قوة سوى امه.

فلو أن مكة بل أصنامها وأشرافها وصحرائها, استحالت هولا يقارعه ويصارعه, لاستخف به مصعب الى حين..

أما خصومة أمه, فهذا هو الهول الذي لا يطاق..!

ولقد فكر سريعا, وقرر أن يكتم اسلامه حتى يقضي الله أمرا.

وظل يتردد على دار الأرقم, ويجلس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهو
قرير العين بايمانه, وبتفاديه غضب أمه التي لا تعلم خبر اسلامه خبرا..

ولكن مكة في تلك الأيام بالذات, لا يخفى فيها سر, فعيون قريش وآذانها
على كل طريق, ووراء كل بصمة قدم فوق رمالها الناعمة اللاهبة, الواشية..

ولقد أبصر به "عثمان بن طلحة" وهو يدخل خفية الى دار الأرقم.. ثم رآه مرة
أخرى وهو سصلي كصلاة محمد صلى الله عليه وسلم, فسابق ريح الصحراء
وزوابعها, شاخصا الى أم مصعب, حيث ألقى عليها النبأ الذي طار بصوابها...

ووقف مصعب أمام أمه, وعشيرته, وأشراف مكة مجتمعين حوله يتلو عليهم في
يقين الحق وثباته, القرآن الذي يغسل به الرسول قلوبهم, ويملؤها به حكمة
وشرفا, وعدلا وتقى.

وهمّت أمه أن تسكته بلطمة قاسية, ولكن اليد التي امتدت كالسهم, ما
لبثت أم استرخت وتنحّت أمام النور الذي زاد وسامة وجهه وبهاءه جلالا يفرض
الاحترام, وهدوءا يفرض الاقناع..

ولكن, اذا كانت أمه تحت ضغط أمومتها ستعفيه من الضرب والأذى, فان في مقدرتها أ، تثأر للآلهة التي هجرها بأسلوب آخر..

وهكذا مضت به الى ركن قصي من أركان دارها, وحبسته فيه, وأحكمت عليه
اغلاقه, وظل رهين محبسه ذاك, حتى خرج بعض المؤمنين مهاجرين الى أرض
الحبشة, فاحتال لنفسه حين سمع النبأ, وغافل أمه وحراسه, ومضى الى الحبشة
مهاجرا أوّابا..

ولسوف يمكث بالحبشة مع اخوانه المهاجرين, ثم يعود معهم الى مكة, ثم
يهاجر الى الحبشة للمرة الثانية مع الأصحاب الذين يأمرهم الرسول بالهجرة
فيطيعون.

ولكن سواء كان مصعب بالحبشة أم في مكة, فان تجربة ايمانه تمارس تفوّقها في
كل مكان وزمان, ولقد فرغ من اعداة صياغة حياته على النسق الجديد الذي
أعطاهم محمد نموذجه المختار, واطمأن مصعب الى أن حياته قد صارت جديرة بأن
تقدّم قربانا لبارئها الأعلى, وخالقها العظيم..

خرج يوما على بعض المسلمين وهم جلوس حول رسول الله, فما ان بصروا به حتى حنوا رؤوسهم وغضوا أبصارهم وذرفت بعض عيونهم دمعا شجيّا..

ذلك أنهم رأوه.. يرتدي جلبابا مرقعا باليا, وعاودتهم صورته الأولى قبل اسلامه, حين كانت ثيابه كزهور الحديقة النضرة, وألقا وعطرا..

وتملى رسول الله مشهده بنظرات حكيمة, شاكرة محبة, وتألقت على شفتيه ابتسامته الجليلة, وقال:

" لقد رأيت مصعبا هذا, وما بمكة فتى أنعم عند أبويه منه, ثم ترك ذلك كله حبا لله ورسوله".!!

لقد منعته أمه حين يئست من ردّته كل ما كانت تفيض عليه من نعمة..
وأبت أن يأكل طعامها انسان هجر الآلهة وحاقت به لعنتها, حتى ولو يكون هذا
الانسان ابنها..!!

ولقد كان آخر عهدها به حين حاولت حبسه مرّة أخرى بعد رجوعه من الحبشة. فآلى على نفسه لئن هي فعلت ليقتلن كل من تستعين به على حبسه..

وانها لتعلم صدق عزمه اذا همّ وعزم, فودعته باكية, وودعها باكيا..

وكشفت لحظة الوداع عن اصرار عجيب على الكفر من جانب الأم واصرار أكبر على
الايمان من جانب الابن.. فحين قالت له وهي تخرجهمن بيتها: اذهب لشأنك, لم
أعد لك أمّا. اقترب منها وقال:"يا أمّه اني لك ناصح, وعليك شفوق, فاشهدي
بأنه لا اله الا الله, وأن محمدا عبده ورسوله"...











































أجابته غاضبة مهتاجة:" قسما بالثواقب, لا أدخل في دينك, فيزرى برأيي, ويضعف غقلي"..!!

وخرج مصعب من العنمة الوارفة التي كان يعيش فيها مؤثرا الشظف والفاقة..
وأصبح الفتى المتأنق المعطّر, لا يرى الا مرتديا أخشن الثياب, يأكل يوما,
ويجوع أياماو ولكن روحه المتأنقة بسمو العقيدة, والمتألقة بنور الله, كانت
قد جعلت منه انسانا آخر يملأ الأعين جلال والأنفس روعة...



**

وآنئذ, اختاره الرسول لأعظم مهمة في حينها: أن يكون سفيره الى
المدينة, يفقّه الأنصار الذين آمنوا وبايعوا الرسول عند العقبة, ويدخل
غيرهم في دين الله, ويعدّ المدينة ليوم الهجرة العظيم..

كان في أصحاب رسول الله يومئذ من هم أكبر منه سنّا وأكثر جاها, وأقرب من
الرسول قرابة.. ولكن الرسول اختار مصعب الخير, وهو يعلم أنه يكل اليه
بأخطر قضايا الساعة, ويلقي بين يديه مصير الاسلام في المدينة التي ستكون
دار الهجرة, ومنطلق الدعوة والدعاة, والمبشرين والغزاة, بعد حين من الزمان
قريب..

وحمل مصعب الأمانة مستعينا بما أنعم الله عليه من رجاحة العقل وكريم
الخلق, ولقد غزا أفئدة المدينة وأهلها بزهده وترفعه واخلاصه, فدخلوا في
دين الله أفواجا..

لقد جاءها يوم بعثه الرسول اليها وليس فيها سوى اثني عشر مسلما هم
الذين بايعوا النبي من قبل بيعة العقبة, ولكنه ام يكد يتم بينهم بضعة أشهر
حتى استجابوا لله وللرسول..!!

وفي موسم الحج التالي لبيعة العقبة, كان مسلمو المدينة يرسلون الى مكة
للقاء الرسول وفدا يمثلهم وينوب عنهم.. وكان عدد أعضائه سبعين مؤمنا
ومؤمنة.. جاءوا تحت قيادة معلمهم ومبعوث نبيهم اليهم "مصعب ابن عمير".

لقد أثبت "مصعب" بكياسته وحسن بلائه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف كيف يختار..

فلقد فهم مصعب رسالته تماما ووقف عند حدودها.ز عرف أنه داعية الى الله
تعالى, ومبشر بدينه الذي يدعوا الناس الى الهدى, والى صراط مستقيم. وأنه
كرسوله الذي آمن به, ليس عليه الا البلاغ..

هناك نهض في ضيافة "أسعد بم زرارة" يفشيان معا القبائل والبويت
والمجالس, تاليا على الناس ما كان معه من كتاب ربه, هاتفا بينهم في رفق
عظيم بكلمة الله (انما الله اله واحد)..

ولقد تعرّض لبعض المواقف التي كان يمكن أن تودي به وبمن معه, لولا فطنة عقله, وعظمة روحه..

ذات يوم فاجأه وهو يعظ الانس "أسيد بن خضير" سيد بني عبد الأشهل
بالمدينة, فاجأه شاهرا حربتهو يتوهج غضبا وحنقا على هذا الذي جاء يفتن
قومه عن دينهم.. ويدعوهم لهجر آلهتهم, ويحدثهم عن اله واحد لم يعرفوه من
قبل, ولم يألفوه من قبل..!

ان آلهتهم معهم رابضة في مجاثمهاو اذا حتاجها أحد عرف مكانها وولى وجهه
ساعيا اليها, فتكشف ضرّه وتلبي دعاءه... هكذا يتصورون ويتوهمون..

أما اله محمد الذي يدعوهم اليه باسمه هذا السفير الوافد اليهم, فما أحد يعرف مكانه, ولا أحد يستطيع أن يراه..!!

وما ان رأى المسلمون الذين كانوا يجالسون مصعبا مقدم أسيد ابن حضير متوشحا
غضبه المتلظي, وثورته المتحفزة, حتى وجلوا.. ولكن مصعب الخير ظل ثابتا
وديعا, متهللا..

وقف اسيد أمامه مهتاجا, وقال يخاطبه هو وأسعد بن زرارة:

"ما جاء بكما الى حيّنا, تسهفان ضعفاءنا..؟ اعتزلانا, اذا كنتما لا تريدان الخروج من الحياة"..!!

وفي مثل هدوء البحر وقوته..

وفي مثل تهلل ضوء الفجر ووداعته.. انفرجت أسارير مصعب الخير وتحرّك بالحديث الطيب لسانه فقال:

"أولا تجلس فتستمع..؟! فان رضيت أمرنا قبلته.. وان كرهته كففنا عنك ما تكره".

الله أكبر. ما أروعها من بداية سيسعد بها الختام..!!

كان أسيد رجلا أريبا عاقلا.. وها هو ذا يرى مصعبا يحتكم معه الى
ضميره, فيدعوه أن يسمع لا غير.. فان اقتنع, تركه لاقتناعهو وان لم يقتنع
ترك مصعب حيّهم وعشيرتهم, وتحول الى حي آخر وعشيرة أخرى غير ضارّ ولا
مضارّ..

هنالك أجابه أسيد قائلا: أنصفت.. وألقى حربته الى الأرض وجلس يصغي..

ولم يكد مصعب يقرأ القرآن, ويفسر الدعوة التي جاء بها محمد بن عبدالله
عليه الصلاة والسلام, حتى أخذت أسارير أسيد تبرق وتشرق.. وتتغير مع مواقع
الكلم, وتكتسي بجماله..!!

ولم يكد مصعب يفرغ من حديثه حتى هتف به أسيد بن حضير وبمن معه قائلا:

"ما أحسن هذا القول وأصدقه.. كيف يصنع من يريد أن يدخل في هذا الدين"..؟؟

وأجابوه بتهليلة رجّت الأرض رجّا, ثم قال له مصعب:

"يطهر ثوبه وبدنه, ويشهد أن لا اله الا الله".

فعاب أسيد عنهم غير قليل ثم عاد يقطر الماء الطهور من شعر رأسه, ووقف يعلن أن لا اله الا الله, وأن محمدا رسول الله..

وسرى الخبر كالضوء.. وجاء سعد بن معاذ فأصغى لمصعب واقتنع, وأسلم ثم تلاه
سعد بن عبادة, وتمت باسلامهم النعمة, وأقبل أهل المدينة بعضهم على بعض
يتساءلون: اذا كان أسيد بن حضير, وسعد ابن معاذ, وسعد بن عبادة قد أسلموا,
ففيم تخلفنا..؟ هيا الى مصعب, فلنؤمن معه, فانهم يتحدثون أن الحق يخرج من
بين ثناياه..!!

**

لقد نجح أول سفراء الرسول صلى الله عليه وسلم نجاحا منقطع النظير.. نجاه\حا هو له أهل, وبه جدير..

وتمضي الأيام والأعوام, ويهاجر الرسول وصحبه الى المدينة, وتتلمظ قريش
بأحقادها.. وتعدّ عدّة باطلها, لتواصل مطاردتها الظالمة لعباد الله
الصالحين.. وتقوم غزوة بدر, قيتلقون فيها درسا يفقدهم بقية صوابهم ويسعون
الى الثأر,و تجيء غزوة أحد.. ويعبئ المسلمون أنفسهم, ويقف الرسول صلى الله
عليه وسلم وسط صفوفهم يتفرّس الوجوه المؤمنة ليختار من بينها من يحمل
الراية.. ويدعو مصعب الخير, فيتقدم ويحمل اللواء..

وتشب المعركة الرهيبة, ويحتدم القتال, ويخالف الرماة أمر الرسول عليه
الصلاة والسلام, ويغادرون موقعهم في أعلى الجبل بعد أن رأوا المشركين
ينسحبون منهزمين, لكن عملهم هذا, سرعان ما يحوّل نصر المسلمين الى هزيمة..
ويفاجأ المسلمون بفرسان قريش تغشاهم من أعلى الجبل, وتعمل فيهم على حين
غرّة, السيوف الظامئة المجنونة..

حين رأوا الفوضى والذعر في صفوف المسلمين, ركزا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لينالوه..

وأدرك مصعب بن عمير الخطر الغادر, فرفع اللواء عاليا, وأطلق تكبيرة
كالزئير, ومضى يجول ويتواثب.. وكل همه أن يلفت نظر الأعداء اليه ويشغلهم
عن الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه, وجرّد من ذاته جيشا بأسره.. أجل, ذهب
مصعب يقاتل وحده كأنه جيش لجب غزير..

يد تحمل الراية في تقديس..

ويد تضرب بالسيف في عنفزان..

ولكن الأعداء يتكاثرون عليه, يريدون أن يعبروا فوق جثته الى حيث يلقون الرسول..

لندع شاهد عيان يصف لنا مشهد الخاتم في حياة مصعب العظيم..!!

يقول ابن سعد: أخبرنا ابراهيم بن محمد بن شرحبيل العبدري, عن أبيه قال:

[حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد, فلما جال المسلمون ثبت به مصعب, فأقبل
ابن قميئة وهو فارس, فضربه على يده اليمنى فقطعها, ومصعب يقول: وما محمد
الا رسول قد خلت من قبله الرسل..

وأخذ اللواء بيده اليسرى وحنا عليه, فضرب يده اليسرى فقطعها, فحنا على
اللواء وضمّه بعضديه الى صدره وهو يقول: وما محمد الا رسول قد خلت من قبله
الرسل..

ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه وأندق الرمح, ووقع مصعب, وسقط اللواء].

وقع مصعب.. وسقط اللواء..!!

وقع حلية الشهادة, وكوكب الشهداء..!!

وقع بعد أن خاض في استبسال عظيم معركة الفداء والايمان..

كان يظن أنه اذا سقط, فسيصبح طريق القتلة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم خاليا من المدافعين والحماة..

ولكنه كان يعزي نفسه في رسول الله عليه الصلاة والسلام من فرط حبه له وخوفه عليه حين مضى يقول مع كل ضربة سيف تقتلع منه ذراعا:

(وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل)

هذه الآية التي سينزل الوحي فيما بعد يرددها, ويكملها, ويجعلها, قرآنا يتلى..

**
وبعد انتهاء المعركة المريرة, وجد جثمان الشهيد الرشيد راقدا, وقد أخفى وجهه في تراب الأرض المضمخ بدمائه الزكية..

لكأنما خاف أن يبصر وهو جثة هامدة رسول الله يصيبه السوء, فأخفى وجهه حتى لا يرى هذا الذي يحاذره ويخشاه..!!

أو لكأنه خجلان اذ سقط شهيدا قبلأن يطمئن على نجاة رسول الله, وقبل أن يؤدي الى النهاية واجب حمايته والدفاع عنه..!!

لك الله يا مصعب.. يا من ذكرك عطر الحياة..!!
**
وجاء الرسول وأصحابه يتفقدون أرض المعركة ويودعون شهداءها..

وعند جثمان مصعب, سالت دموع وفيّة غزيرة..

يقوا خبّاب بن الأرت:

[هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل اله, نبتغي وجه الله,
فوجب أجرنا على الله.. فمنا من مضى, ولم يأكل من أجره في دنياه شيئا, منهم
مصعب بن عمير, قتل يوم أحد.. فلم يوجد له شيء يكفن فيه الا نمرة.. فكنا
اذا وضعناها على رأسه تعرّت رجلاه, واذا وضعناها على رجليه برزت رأسه,
فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اجعلوها مما يلي رأسه, واجعلوا
على رجليه من نبات الاذخر"..]..

وعلى الرغم من الألم الحزين العميق الذي سببه رزء الرسول صلى الله عليه
وسلم في عمه حمزة, وتمثيل المشركين يجثمانه تمثيلا أفاض دموع الرسول عليه
السلام, وأوجع فؤاده..

وعلى الرغم م امتاتء أرض المعركة بجثث أصحابه وأصدقائه الذين كان كل واحد منهم يمثل لديه عالما من الصدق والطهر والنور..
على الرغم من كل هذا, فقد وقف على جثمان أول سفرائه, يودعه وينعاه..

أجل.. وقف الرسول صلى الله عليه وسلم عند مصعب بن عمير وقال وعيناه تلفانه بضيائهما وحنانهما ووفائهما:

(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)

ثم ألقى في أسى نظرة على بردته التي مفن بها وقاللقد رأيتك بمكة, وما بها
أرق حلة, ولا أحسن لمّة منك. "ثم هأنتذا شعث الرأس في بردة"..؟!

وهتف الرسول عليه الصلاة والسلام وقد وسعت نظراته الحانية أرض المعركة بكل من عليها من رفاق مصعب وقال:

"ان رسول الله يشهد أنكم الشهداء عند الله يوم القيامة".

ثم أقبل على أصحابه الأحياء حوله وقال:

"أيها الناس زوروهم,وأتوهم, وسلموا عليهم, فوالذي نفسي بيده, لا يسلم عليهم مسلم الى يوم القيامة, الا ردوا عليه السلام"..


































































**

السلام عليك يا مصعب..

السلام عليكم يا معشر الشهداء..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abdo yousry
"عضو مميز"
سلسلة رجال حول رسول الله Untitl15
abdo yousry


ذكر
الجوزاء العمر : 36
عدد المساهمات فى المنتدى : 659
الوسام : سلسلة رجال حول رسول الله B9302a10
تاريخ التسجيل : 15/10/2008

سلسلة رجال حول رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة رجال حول رسول الله   سلسلة رجال حول رسول الله Emptyالثلاثاء مارس 24, 2009 9:36 am

عمر بن الخطاب

أحد العشرة المبشرين بالجنة




"يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط الا سلك فجا غير فجك " حديث شريف



من هو؟


الفاروق أبو حفص ، عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العزَّى القرشي العدوي ، ولد
بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة ( 40 عام قبل الهجرة ) ، عرف في شبابه بالشـدة
والقـوة ، وكانت له مكانة رفيعـة في قومه اذ كانت له السفارة في الجاهلية فتبعثـه
قريش رسولا اذا ما وقعت الحرب بينهم أو بينهم و بين غيرهم وأصبح الصحابي
العظيم الشجاع الحازم الحكيم العادل صاحب الفتوحات وأول من لقب بأمير المؤمنين



اسلامه


أسلم في السنة السادسة من البعثة النبوية المشرفة ، فقد كان الخباب بن
الأرت يعلم القرآن لفاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد عندما فاجأهم عمر
بن الخطـاب متقلـدا سيفه الذي خـرج به ليصفـي حسابه مع الإسـلام ورسوله ،
لكنه لم يكد يتلو القرآن المسطور في الصحيفة حتى صاح صيحته المباركة (
دلوني على محمد )

وسمع خباب كلمات عمر ، فخرج من مخبئه وصاح ( يا عمـر والله إني لأرجو أن
يكون الله قد خصـك بدعـوة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ، فإني سمعته بالأمس
يقول ( اللهم أيد الإسلام بأحب الرجلين إليك ، أبي الحكم بن هشام ، وعمر
بن الخطاب )فسأله عمر من فوره ( وأين أجد الرسول الآن يا خباب
؟)وأجاب خباب ( عند الصفـا في دار الأرقـم بن أبي الأرقـم )



ومضى عمر الى مصيره العظيم ففي دار الأرقم خرج إليه الرسول -صلى الله
عليه وسلم- فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف فقال ( أما أنت منتهيا يا عمر
حتى يُنزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة ؟ اللهم
هذا عمر بن الخطاب ، اللهم أعزّ الدين بعمر بن الخطاب )فقال عمر ( أشهد
أنّك رسول الله )
وباسلامه ظهر الاسلام في مكة اذ قال للرسول - صلى الله عليه وسلم -
والمسلمون في دار الأرقم ( والذي بعثك بالحق لتخرجن ولنخرجن معك )وخرج
المسلمون ومعهم عمر ودخلوا المسجد الحرام وصلوا حول الكعبة دون أن تجـرؤ
قريش على اعتراضهم أو منعهم ، لذلك سماه الرسول -صلى الله عليه وسلم- (
الفاروق ) لأن الله فرق بين الحق والباطل




لسان الحق


هو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، ومن علماء الصحابة وزهادهم ، وضع الله
الحق على لسانه اذ كان القرآن ينزل موافقا لرأيه ، يقول علي بن أبي طالب (
إنّا كنا لنرى إن في القرآن كلاما من كلامه ورأياً من رأيه ) كما قال
عبد الله بن عمر ( مانزل بالناس أمر فقالوا فيه وقال عمر ، إلا نزل القرآن
بوفاق قول عمر )


عن ‏أبي هريرة ‏-‏رضي الله عنه- ‏‏قال :‏ ‏قال رسـول اللـه ‏-‏صلى اللـه
عليه وسلم-‏ ( لقد كان فيما قبلكم من الأمم ‏‏محدثون ،‏ ‏فإن يك في أمتي
أحد فإنه ‏‏عمر ‏) و‏زاد ‏‏زكرياء بن أبي زائدة ‏ ‏عن ‏ ‏سعد ‏ ‏عن ‏
‏أبي سلمة ‏ ‏عن ‏أبي هريرة ‏‏قال ‏: ‏قال النبي ‏ ‏-صلى الله عليه وسلم-
( ‏ لقد كان فيمن كان قبلكم من ‏بني إسرائيل‏ ‏رجال يكلمون من غير أن
يكونوا أنبياء ، فإن يكن من أمتي منهم أحد ‏‏فعمر )‏‏قال ‏‏ابن عباس
‏-‏رضي الله عنهما- ( ‏‏من نبي ولا محدث ‏)



قوة الحق


كان قويا في الحق لا يخشى فيه لومة لائم ، فقد ‏استأذن ‏‏عمر بن الخطاب
‏‏على رسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏وعنده ‏‏نسوة ‏من ‏قريش ،‏
‏يكلمنه ويستكثرنه ، عالية أصواتهن على صوته ، فلما استأذن ‏‏عمر بن
الخطاب ‏قمن فبادرن الحجاب ، فأذن له رسول الله -‏صلى الله عليه وسلم-،‏
‏فدخل ‏‏عمر ‏‏ورسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏يضحك ، فقال ‏‏عمر (‏
‏أضحك الله سنك يا رسول الله )فقال النبي ‏-صلى الله عليه وسلم-‏ ‏(
عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي ، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب )فقال
‏‏عمر (‏ ‏فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله )ثم قال عمر ‏( ‏يا عدوات
أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم-)‏فقلن ( نعم
، أنت أفظ وأغلظ من رسول الله -‏صلى الله عليه وسلم-)‏فقال رسول الله
‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏( إيها يا ‏ابن الخطاب ‏، ‏والذي نفسي بيده ما
لقيك الشيطان سالكا ‏فجا ‏قط إلا سلك ‏‏فجا ‏غير‏فجك )


ومن شجاعته وهيبته أنه أعلن على مسامع قريش أنه مهاجر بينما كان المسلمون
يخرجون سرا ، وقال متحديا لهم ( من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده وترمل
زوجته فليلقني وراء هذا الوادي )فلم يجرؤ أحد على الوقوف في وجهه



عمر في الأحاديث النبوية


رُويَ عن الرسـول -صلى الله عليه وسلم- العديد من الأحاديث التي تبين فضل
عمـر بن الخطاب نذكر منها( إن الله سبحانـه جعل الحق على لسان عمر
وقلبه )( الحق بعدي مع عمـر حيث كان ) ( لو كان بعدي نبيّ لكان عمـر
بن الخطاب )( إن الشيطان لم يلق عمـر منذ أسلم إلا خرَّ لوجهه )( ما
في السماء ملك إلا وهو يوقّر عمر ، ولا في الأرض شيطان إلا وهو يفرق من
عمر )
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء
امرأةِ أبي طلحة وسمعت خشفاً أمامي ، فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا
بلال ، ورأيت قصرا أبيض بفنائه جارية ، فقلت : لمن هذا القصر ؟ قالوا :
لعمر بن الخطاب ، فأردت أن أدخله فأنظر إليه ، فذكرت غيْرتك )فقال عمر
( بأبي وأمي يا رسول الله أعليك أغار !)
وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( بيْنا أنا نائم إذ أتيت بقدح لبنٍ ،
فشربت منه حتى إنّي لأرى الريّ يجري في أظفاري ، ثم أعطيت فضْلي عمر بن
الخطاب )قالوا ( فما أوّلته يا رسول الله ؟) قال ( العلم )
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون عليّ
وعليهم قمصٌ ، منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ أسفل من ذلك ، وعُرِضَ
عليّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجرّه )قالوا ( فما أوَّلته يا رسول
الله ؟)قال ( الدين )



خلافة عمر


رغب أبو بكر -رضي الله عنه- في شخصية قوية قادرة على تحمل المسئولية من
بعده ، واتجه رأيه نحو عمر بن الخطاب فاستشار في ذلك عدد من الصحابة
مهاجرين وأنصارا فأثنوا عليه خيرا ومما قاله عثمان بن عفان ( اللهم علمي
به أن سريرته أفضل من علانيته ، وأنه ليس فينا مثله ) وبناء على تلك
المشورة وحرصا على وحدة المسلمين ورعاية مصلحتهم

أوصى أبو بكر الصديق بخلافة عمر من بعده ، وأوضح سبب اختياره قائلا (اللهم
اني لم أرد بذلك الا صلاحهم ، وخفت عليهم الفتنة فعملت فيهم بما أنت أعلم
، واجتهدت لهم رأيا فوليت عليهم خيرهم وأقواهم عليهم )ثم أخذ البيعة
العامة له بالمسجد اذ خاطب المسلمين قائلا (أترضون بمن أستخلف عليكم ؟
فوالله ما آليـت من جهـد الرأي ، ولا وليت ذا قربى ، واني قد استخلفـت عمر
بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا )فرد المسلمون (سمعنا وأطعنا)وبايعوه
سنة ( 13 هـ )




انجازاته


استمرت خلافته عشر سنين تم فيها كثير من الانجازات المهمةلهذا وصفه ابن
مسعود -رضي الله عنه- فقال ( كان اسلام عمر فتحا ، وكانت هجرته نصرا ،
وكانت إمامته رحمه ، ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي الى البيت حتى أسلم
عمر ، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا)
فهو أول من جمع الناس لقيام رمضان في شهر رمضان سنة ( 14 هـ ) ، وأول من
كتب التاريخ من الهجرة في شهر ربيع الأول سنة ( 16 هـ ) ، وأول من عسّ في
عمله ، يتفقد رعيته في الليل وهو واضع الخراج ، كما أنه مصّـر الأمصار ،
واستقضـى القضـاة ، ودون الدواويـن ، وفرض الأعطيـة ، وحج بالناس عشر
حِجَـجٍ متواليـة ، وحج بأمهات المؤمنين في آخر حجة حجها
وهدم مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وزاد فيه ، وأدخل دار العباس بن
عبد المطلب فيما زاد ، ووسّعه وبناه لمّا كثر الناس بالمدينة ، وهو أول من
ألقى الحصى في المسجد النبوي ، فقد كان الناس إذا رفعوا رؤوسهم من السجود
نفضوا أيديهم ، فأمر عمر بالحصى فجيء به من العقيق ، فبُسِط في مسجد
الرسول -صلى الله عليه وسلم-
وعمر -رضي الله عنه- هو أول من أخرج اليهود وأجلاهم من جزيرة العرب الى الشام ، وأخرج أهل نجران وأنزلهم ناحية الكوفة



الفتوحات الإسلامية


لقد فتح الله عليه في خلافته دمشق ثم القادسية حتى انتهى الفتح الى حمص ،
وجلولاء والرقة والرّهاء وحرّان ورأس العين والخابور ونصيبين وعسقلان
وطرابلس وما يليها من الساحل وبيت المقدس وبَيْسان واليرموك والجابية
والأهواز والبربر والبُرلُسّوقد ذلّ لوطأته ملوك الفرس والروم وعُتاة
العرب حتى قال بعضهم ( كانت درَّة عمر أهيب من سيف الحجاج )



هَيْـبَتِـه و تواضعه


وبلغ -رضي الله عنه- من هيبته أن الناس تركوا الجلوس في الأفنية ، وكان
الصبيان إذا رأوه وهم يلعبون فرّوا ، مع أنه لم يكن جبّارا ولا متكبّرا ،
بل كان حاله بعد الولاية كما كان قبلها بل زاد تواضعه ، وكان يسير منفردا
من غير حرس ولا حُجّاب ، ولم يغرّه الأمر ولم تبطره النعمة



استشهاده


كان عمر -رضي الله عنه- يتمنى الشهادة في سبيل الله ويدعو ربه لينال شرفها
( اللهم أرزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك)وفي ذات يوم
وبينما كان يؤدي صلاة الفجر بالمسجد طعنه أبو لؤلؤة المجوسي ( غلاما
للمغيرة بن شعبة ) عدة طعنات في ظهره أدت الى استشهاده ليلة الأربعاء
لثلاث ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة ولما علم قبل
وفاته أن الذي طعنه ذلك المجوسي حمد الله تعالى أن لم يقتله رجل سجد لله
تعالى سجدة ودفن الى جوار الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر الصديق
-رضي الله عنه- في الحجرة النبوية الشريفة الموجودة الآن في المسجد النبوي
في المدينة المنورة














الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الرومانسي
"عضو مميز"
سلسلة رجال حول رسول الله Untitl15
الرومانسي


ذكر
العذراء العمر : 37
عدد المساهمات فى المنتدى : 2323
الوسام : سلسلة رجال حول رسول الله Cup110
تاريخ التسجيل : 09/12/2008

سلسلة رجال حول رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة رجال حول رسول الله   سلسلة رجال حول رسول الله Emptyالثلاثاء مارس 24, 2009 10:00 pm

سيدنا عمرو بن العاص رضى الله عنه

فاتح مصر
عمرو بن العاص
إنه الصحابي الجليل عمرو بن العاص بن وائل السهمي -رضي الله عنه- أحد فرسان قريش وأبطالها، أذكى رجال العرب، وأشدهم دهاءً وحيلة، أسلم قبل فتح مكة، وكان سبب إسلامه أنه كان كثير التردد على الحبشة، وكان صديقًا لملكها النجاشي، فقال له النجاشي ذات مرة: يا عمرو، كيف يعزب عنك أمر ابن عمك؟ فوالله إنه لرسول الله حقًا. قال عمرو: أنت تقول ذلك؟ قال: أي والله، فأطعني. [ابن هشام وأحمد]. فخرج عمرو من الحبشة قاصدًا المدينة، وكان ذلك في شهر صفر سنة ثمان من الهجرة، فقابله في الطريق خالد بن الوليد
وعثمان بن طلحة، وكانا في طريقهما إلى النبي ( فساروا جميعًا إلى المدينة، وأسلموا بين يدي رسول الله (، وبايعوه.
أرسل إليه الرسول ( يومًا فقال له: (خذ عليك ثيابك، وسلاحك، ثم ائتني)، فجاءه، فقال له رسول الله (: (أني أريد أن أبعثك على جيش، فيسلمك الله ويغنمك، وأرغب لك رغبة صالحة من المال). فقال: يا رسول الله، ما أسلمتُ من أجل المال، ولكنى أسلمتُ رغبة في الإسلام، ولأن أكون مع رسول الله (. فقال (:
(نعم المال الصالح للرجل الصالح) [أحمد].
وكان عمرو بن العاص مجاهدًا شجاعًا يحب الله ورسوله، ويعمل على رفع لواء الإسلام ونشره في مشارق الأرض ومغاربها، وكان رسول الله ( يعرف لعمرو شجاعته وقدرته الحربية، فكان يوليه قيادة بعض الجيوش والسرايا، وكان يحبه ويقربه، ويقول عنه: (عمرو بن العاص من صالحي قريش، نعم أهل البيت أبو عبد الله، وأم عبد الله، وعبد الله) [أحمد]. وقال (: (ابنا العاص مؤمنان، عمرو وهشام) [أحمد والحاكم].
وقد وجه رسول الله ( سرية إلى ذات السلاسل في جمادى الآخرة سنة ثمان من الهجرة، وجعل أميرها عمرو بن العاص رضي الله عنه، وقد جعل النبي ( عمرو بن العاص واليًا على عُمان، فظل أميرًا عليها حتى توفي النبي ( . وقد شارك عمرو بن العاص في حروب الردة وأبلى فيها بلاءً حسنًا.
وفي عهد الفاروق عمر -رضي الله عنه- تولى عمرو بن العاص إمارة فلسطين، وكان عمر يحبه ويعرف له قدره وذكاءه، فكان يقول عنه: ما ينبغي لأبي عبد الله أن يمشي على الأرض إلا أميرًا. [ابن عساكر]، وكان عمر إذا رأى رجلاً قليل العقل أو بطيء الفهم يقول: خالق هذا وخالق عمرو بن العاص واحد.
وكان عمرو يتمنى أن يفتح الله على يديه مصر، فظل يحدث عمر بن الخطاب عنها، حتى أقنعه، فأمَّره الفاروق قائدًا على جيش المسلمين لفتح مصر وتحريرها من أيدي الروم، فسار عمرو بالجيش واستطاع بعد كفاح طويل أن يفتحها، ويحرر أهلها من ظلم الرومان وطغيانهم، ويدعوهم إلى دين الله عز وجل، فيدخل المصريون في دين الله أفواجًا.
وأصبح عمرو بن العاص واليًا على مصر بعد فتحها، فأنشأ مدينة الفسطاط، وبنى المسجد الجامع الذي يعرف حتى الآن باسم جامع عمرو، وكان شعب مصر يحبه حبًا شديدًا، وينعم في ظله بالعدل والحرية ورغد العيش، وكان عمرو يحب المصريين ويعرف لهم قدرهم، وظل عمرو بن العاص واليًا على مصر حتى عزله عنها عثمان ابن عفان -رضي الله عنه-، ثم توفي عثمان، وجاءت الفتنة الكبرى بين علي ومعاوية -رضي الله عنهما-، فوقف عمرو بن العاص بجانب معاوية، حتى صارت الخلافة إليه.
فعاد عمرو إلى مصر مرة ثانية، وظل أميرًا عليها حتى حضرته الوفاة، ومرض مرض الموت، فدخل عليه ابنه عبد الله -رضي الله عنه-، فوجده يبكي، فقال له: يا أبتاه! أما بشرك رسول الله ( بكذا؟ أما بشرك رسول الله ( بكذا؟ فأقبل بوجهه فقال: أني كنت على أطباق ثلاث (أحوال ثلاث)، لقد رأيتني وما أحد أشد بغضًا لرسول الله ( مني، ولا أحب إلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلته، فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار.
فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي ( فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه، قال فقبضت يدي، فقال: (مالك يا عمرو؟) قال: قلت: أردت أن أشترط: قال: (تشترط بماذا؟) قلت: أن يغفر لي، قال: (أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله؟ وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها؟ وأن الحج يهدم ما كان قبله؟)، وما كان أحد أحب إلى من رسول الله ( ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت؛ لأنني لم أكن أملأ عيني منه إجلالاً له، ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة.
ثم ولينا أشياء ما أدرى ما حالي فيها، فإذا أنا مت، فلا تصحبني نائحة ولا نار، فإذا دفنتموني فشنوا على التراب شنًّا، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور (الوقت الذي تذبح فيه ناقة)، ويقسم لحمها؛ حتى أستأنس بكم، وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي) [مسلم].
وتوفي عمرو -رضي الله عنه- سنة (43 هـ)، وقد تجاوز عمره (90) عامًا، وقد روى عمرو عن النبي ( (39) حديثًا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abdo yousry
"عضو مميز"
سلسلة رجال حول رسول الله Untitl15
abdo yousry


ذكر
الجوزاء العمر : 36
عدد المساهمات فى المنتدى : 659
الوسام : سلسلة رجال حول رسول الله B9302a10
تاريخ التسجيل : 15/10/2008

سلسلة رجال حول رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة رجال حول رسول الله   سلسلة رجال حول رسول الله Emptyالأربعاء مارس 25, 2009 10:19 am

جزاك الله خير يارومانسى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abdo yousry
"عضو مميز"
سلسلة رجال حول رسول الله Untitl15
abdo yousry


ذكر
الجوزاء العمر : 36
عدد المساهمات فى المنتدى : 659
الوسام : سلسلة رجال حول رسول الله B9302a10
تاريخ التسجيل : 15/10/2008

سلسلة رجال حول رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة رجال حول رسول الله   سلسلة رجال حول رسول الله Emptyالأربعاء مارس 25, 2009 10:20 am



الزبير بن
العوام - حواري رسول الله







لا يجيء ذكر طلحة الا ويذكر الزبير معه..

ولا يجيء ذكر الزبير الا ويذكر طلحة معه..

فحين كان الرسول عليه الصلاة والسلام يؤاخي بين أصحابه في مكة
قبل الهجرة، آخى بين طلحة والزبير.

وطالما كان عليه السلام يتحدث عنهما معا.. مثل قوله:

" طلحة والزبير جاراي في الجنة".
وكلاهما يجتمع مع الرسول في القرابة والنسب.

أما طلحة، فيجتمع في نسبه مع الرسول في مرة بن كعب.

وأما الزبير، فيلتقي في نسبه مع الرسول في قصّي بن كلاّب كما
أن أمه صفية عمة الرسول صلى الله عليه وسلم..

وكل منهما طلحة والزبير كان أكثر الناس شبها بالآخر في مقادير
الحياة..

فالتماثل بينهما كبير، في النشأة، في الثراء، في السخاء، في
قوة الدين، في روعة الشجاعة، وكلاهما من المسلمين المبكرين
باسلامهم...

ومن العشرة الذين بشّرهم الرسول بالجتة. ومن أصحاب الشورى
الستة الذين وكّل اليهم عمر اختيار الخليفة من بعده.

وحتى مصيرهما كان كامل التماثل.. بل كان مصيرا واحدا.















**






ولقد أسلم الزبير، اسلاما مبكرا، اذ كان واحدا من السبعة
الأوائل الذين سارعوا الى الاسلام، وأسهموا في طليعته المباركة
في دار الأرقم..

وكان عمره يومئذ خمس عشر سنة.. وهكذا رزق الهدى والنور والخير
صبيا..

ولقد كان فارسا ومقداما منذ صباه. حتى ان المؤرخين ليذكرون أن
أول سيف شهر في الاسلام كان سيف الزبير.

ففي الأيام الأولى للاسلام، والمسلمون يومئذ قلة يستخفون في
دار الأرقم.. سرت اشاعة ذات يوم أن الرسول قتل.. فما كان من
الزبير الا أن استلّ سيفه وامتشقه، وسار في شوارع مكة، على
حداثة سنه كالاعصار..!

ذهب أولا يتبيّن الخبر، معتزما ان ما ألفاه صحيحا أن يعمل سيفه
في رقاب قريش كلها حتى يظفربهم أو يظفروا به..

وفي أعلى مكة لقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله ماذا
به....؟ فأنهى اليه الزبير النبأ.. فصلى عليه الرسول، ودعا له
بالخير، ولسيفه بالغلب.

وعلى الرغم من شرف الزبير في قومه فقد حمل حظه من اضطهاد قريش
وعذابها.

وكان الذي تولى تعذيبع عمه.. كان يلفه في حصير، ويدخن عليه
بالنار كي تزهق أنفاسه، ويناديه وهو تحت وطأة العذاب:" أكفر
برب محمد، أدرأ عنك العذاب".

فيجيبه الزبير الذي لم يكن يوم ذاك أكثر من فتى ناشئ، غضّ
العظام.. يجيب عمه في تحدّ رهب:

" لا..

والله لا أعود لكفر أبدا"...

ويهاجر الزبير الى الحبشة، الهجرتين الأولى والثانية، ثم يعود
ليشهد المشاهد كلها مع رسول الله. لا تفتقده غزوة ولا معركة.


وما أكثر الطعنات التي تلقاها جسده واحتفظ بها بعد اندمال
جراحاتها، أوسمة تحكي بطولة الزبير وأمجاده..!!

ولنصغ لواحد من الصحابة رأى تلك الأوسمة التي تزدحم على جسده،
يحدثنا عنها فيقول:

" صحبت الزبير بن العوّام في بعض أسفاره ورأيت جسده، فرأيته
مجذّعا بالسيوف، وان في صدره لأمثال العيون الغائرة من الطعن
والرمي.

فقلت له: والله لقد شهدت بجسمك ما لم أره بأحد قط.

فقال لي: أم والله ما منها جراحة الا مع رسول الله وفي سبيل
الله"..

وفي غزوة أحد بعد أن انقلب جيش قريش راجعا الى مكةو ندبه
الرسول هو وأبو بكر لتعقب جيش قريش ومطاردته حتى يروا أن
المسلمين قوة فلا يفكروا في الرجوع الى المدينة واستئناف
القتال..

وقاد أبو بكر والزبير سبعين من المسلمين، وعلى الرغم من أنهم
كانوا يتعقبون جيشا منتصرا فان اللباقة الحربية التي استخدمها
الصديق والزبير، جعلت قريشا تظن أنها أساءت تقدير خسائر
المسلمين، وجعلتها تحسب أن هذه الطليعة القوية التي أجاد
الزبير مع الصديق ابراز قوتها، وما هي الا مقدمة لجيش الرسول
الذي يبدو أنه قادم ليشن مطاردة رهيبة فأغذّت قريش سيرها،
وأسرعت خطاها الى مكة..!!

ويوم اليرموك كان الزبير جيشا وحده.. فحين رأى أكثر المقاتلين
الذين كان على رأسهم يتقهقرون أمام جبال الروم الزاحفة، صاح
هو" الله أكبر".. واخترق تلك الجبال الزاحفة وحده، ضاربا
بسيفه.. ثم قفل راجعا وسط الصفوف الرهيبة ذاتها، وسيف يتوهج في
يمينه لا يكبو، ولا يحبو..!!

وكان رضي الله عنه شديد الولع بالشهادة، عظيم الغرام بالموت في
سبيل الله.

وكان يقول:

" ان طلحة بن عبيد الله يسمي بنيه بأسماء الأنبياء، وقد علم
ألا نبي بعد محمد...

واني لأسمي بنيّ بأسماء الشهداء لعلهم يستشهدون".!

وهكذا سمى ولده، عبدالله بن الزبير تيمنا بالصحابي الشهيد
عبدالله بن جحش.

وسمى ولده المنذر، تيمنا بالشهيد المنذر بن عمرو.

وسمى عروة تيمنا بالشهيد عروة بن عمرو.

وسمى حمزة تيمنا بالشهيد الجليل عم الرسول حمزة بن عبدالمطلب.

وسمّى جعفر، تيمنا بالشهيد الكبير جعفر بن أبي طالب.

وسمى مصعبا تيمنا بالشهيد مصعب بن عمير.

وسمى خالد تيمنا بالصحابي الشهيد خالد بن سعيد..

وهكذا راح يختار لأبنائه أسماء الشهداء. راجيا أن يكونوا يوم
تأتيهم آجالهم شهداء.

ولقد قيل في تاريخه:

" انه ما ولي امارة فط، ولا جباية، ولا خراجا ولا شيئا الا
الغزو في سبيل الله".

وكانت ميزته كمقاتل، تتمثل في في اعتماده التام على نفسه، وفي
ثقته التامة بها.

فلو كان يشاركه في القتال مائة ألف، لرأيته يقاتل وحده في
لمعركة.. وكأن مسؤولية القتال والنصر تقع على كاهله وحده.

وكان فضيلته كمقاتل، تتمثل في الثبات، وقوة الأعصاب..

رأى مشهد خاله حمزة يوم أحد وقد كثّل المشركون بجثمانه القتيل
في قسوة، فوقف أمامه كالطود ضاغطا على أسنانه، وضاغطا على قبضة
سيفه، لا يفكر الا في ثأر رهيب سرعان ما جاء الوحي ينهى الرسول
والمسلمين عن مجرّد التفكير فيه..!!

وحين طال حصار بني قريظة دون أن يستسلموا أرسله الرسول صلى
الله عليه وسلم مع علي ابن أبي طالب، فوقف أمام الحصن المنيع
يردد مع علي قوله:

" والله لنذوقنّ ما ذاق حمزة، أو لنفتحنّ عليهم حصنهم"..

ثم ألقيا بنفسيهما وحيدين داخل الحصن..

وبقوة أعصاب مذهلة، أحكما انزال الرعب في أفئدة المتحصنين
داخله وفتحا أبوابه للمسلمين..!!

ويوم حنين أبصر مالك بن عوف زعيم هوزان وقائد جيش الشرك في تلك
الغزوة.. أبصره بعد هزيمتهم في حنين واقفا وسط فيلق من أصحابه،
وبقايا جيشه المنهزم، فاقتحم حشدهم وحده، وشتت شملهم وحده،
وأزاحهم عن المكمن الذي كانوا يتربصون فيه ببعض زعماء
المسلمين، العائدين من المعركة..!!
















































**






ولقد كان حظه من حب الرسول وتقديره عظيما..

وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يباهي به ويقول:

" ان لكل نبي حواريا وحواريي الزبير ن العوّام"..

ذلك أنه لم يكن ابن عمته وحسب، ولا زوج أسماء بنت أبي بكر ذات
النطاقين، بل كان ذلك الوفي القوي، والشجاع الأبيّ، والجوّاد
السخيّ، والبائع نفسه وماله لله رب العالمين:

ولقد أجاد حسان بن ثابت وصفه حين قال:

أقام على عهد النبي وهديه

حواريّه والقول بالفعل يعدل

أقام على منهاجه وطريقه

يوالي وليّ الحق، والحق أعدل

هو الفارس المشهور والبطل الذي

يصول، اذا ما كان يوم محجّل

له من رسول الله قربى قريبة

ومن نصرة الاسلام مجد موثّل

فكم كربة ذبّ الزبير بسيفه

عن المصطفى، والله يعطي ويجزل



















**




وكان رفيع الخصال، عظيم الشمائل.. وكانت شجاعته وسخاؤه كفرسي
رهان..!!

فلقد كان يدير تجارة رابحة ناجحة، وكان ثراؤه عريضا، ولكنه
أنفقه في الاسلام حتى مات مدينا..!!

وكان توكله على الله منطلق جوده، ومنطلق شجاعته وفدائيته..

حتى وهو يجود بروحه، ويوصي ولده عبدالله بقضاء ديونه قال له:

" اذا أعجزك دين، فاستعن بمولاي"..

وسال عبدالله: أي مولى تعني..؟

فأجابه: الله، نعم المولى ونعم النصير"..

يقول عبدالله فيما بعد:

" فوالله ما وقعت في كربة من دينه الا قلت: يا مولى الزبير
اقضي دينه، فيقضيه".

وفي يوم الجمل، على النحو الذي ذكرنا في حديثنا السالف عن حياة
سيدنا طلحة كانت نهاية سيدنا الزبير ومصيره..

فبعد أن رأى الحق نفض يديه من القتال، وتبعه نفر من الذين
كانوا يريدون للفتنة دوام الاشتعال، وطعنه القاتل الغادر وهو
بين يدي ربه يصلي..

وذهب القاتل الى الامام علي يظن أنه يحمل اليه بشرى حين يسمعه
نبأ عدوانه على الزبير، وحين يضع بين يديه سيفه الذي استلبه
منه، بعد اقتراف جريمته..

لكن عليّا صاح حين علم أن بالباب قاتل الزبير يستأذن، صاح آمرا
بطرده قائلا:

" بشّر قاتل ابن صفيّة بالنار"..

وحين أدخلوا عليه سيف الزبير، قبّله الامام وأمعن بالبكاء وهو
يقول:

" سيف طالما والله جلا به صاحبه الكرب عن رسول الله"..!!


أهناك تحيّة نوجهها للزبير في ختام حديثنا عنه، أجمل وأجزل من
كلمات الامام..؟؟

سلام على الزبير في مماته بعد محياه..

سلام، ثم سلام، على حواري رسول الله...



















الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abdo yousry
"عضو مميز"
سلسلة رجال حول رسول الله Untitl15
abdo yousry


ذكر
الجوزاء العمر : 36
عدد المساهمات فى المنتدى : 659
الوسام : سلسلة رجال حول رسول الله B9302a10
تاريخ التسجيل : 15/10/2008

سلسلة رجال حول رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة رجال حول رسول الله   سلسلة رجال حول رسول الله Emptyالجمعة مارس 27, 2009 9:22 am



عبدالله بن
عمرو بن العاص - القانت الأوّاب






القانت، التائب، العابد، الأواب، الذي نستها الحديث عنه الآن
هو: عبدالله بن عمرو بن العاص..

بقجر ما كان أبوه أستاذا في الدكاء والدهاء وسعة الحيلة.. كان
هو أستاذا ذا مكانة عالية بين العابدين الزاهدين، الواضحين..

لقد أعطى العبادة وقته كله، وحياته ملها..

وثمل بحلاوة الايمان، فلم يعد الليل والنهار يتسعان لتعبّده
ونسكه..







**






ولقد سبق أباه الى الاسلام، ومنذ وضع يمينه في يمين الرسول صلى
الله عليه وسلم مبايعا، وقلبه مضاء كالصبح النضير بنور الله
ونور طاعته..

عكف أولا على القرآن الذي كان يتنزل منجّما، فكان كلما نزلت
منه آيات حفظها وفهمها، حتى اذا تمّ واكتمل، كان لجميعه
حافظا..

ولم يكن يحفظه ليكون مجرّد ذاكرة قوية، تضمّ بين دفتيها كتابا
محفوظا..

بل كان يحفظه ليعمر به قلبه، وليكون بعد هذا عبده المطيع، يحلّ
ما أحلّ، ويحرّم ما يحرّم، ويتجيب له في كل ما يدعو اليه ثم
يعكف على قراءته، وتدبّره وترتيله، متأنقا في روضاته اليانعات،
محبور النفس بما تفيئه آياته الكريمة من غبطة، باكي العين بما
تثيره من خشية..!!

كان عبدالله قد خلق ليكون قد

قدّيسا عابدا، ولا شيء في الدنيا كان قادرا على أن يشغله عن
هذا الذي خلق له، وهدي اليه..

اذا خرج جيش الاسلام الى جهاد يلاقي فيه المشركين الذين يشنون
عليه لحروب والعداوة، وجدناه في مقدمة الصفوف يتمنى الشهادة
بروح محب، والحاح عاشق..!!


فاذا وضعت الحرب أوزارها، فأين نراه..؟؟

هناك في المسجد الجامع، أو في مسجد داره، صائم نهاره، قائم
ليله، لا يعرف لسانه حديثا من أحاديث الدنيا مهما يكن حلالا،
انما هو رطب دائما بذكر الله، تاليا قرآنه، أو مسبّحا بحمده،
أو مستغفرا لذنبه..

وحسبنا ادراكا لأبعاد عبادته ونسكه، أن نرى الرسول الذي جاء
يدعو الناس الى عبادة الله. يجد نفسه مضطرا للتدخل كما يحد من
ايغال عبدالله في العبادة..!!

وهكذا اذا كان أحد وجهي العظة في حياة عبدالله بن عمرو، الكشف
عما تزخر به النفس الانسانية من قدرة فائقة على بلوغ أقضى
درجات التعبّد والتجرّد والصلاح، فان وجهها الآخر هو حرص الدين
على القصد والاعتدال في نشدان كل تفوّق واكتمال، حتى يبقى
للنفس حماستها وأشواقها..

وحتى تبقى للجسد عافيته وسلامته..!!

لقد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عبدالله بن عمرو بن
العاص يقضي حياته على وتيرة واحدة..

وما لم يكن هناك خروج في غزوة فان أيامه كلها تتلخص في أنه من
الفجر الى الفجر في عبادة موصولة، صيام وصلاة، وتلاوة قرآن..

فاستدعاه النبي اليه، وراح يدعوه الى القصد في عبادته..

قال له الرسول عليه الصلاة والسلام:

" ألم اخبر أنك تصوم الناهر، ولا تفطر، وتصلي الليل لا
تنام..؟؟

فحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام..

قال عبدالله:

اني أطيق أكثر من ذلك..

قال النبي صلى الله عليه وسلم:

فحسبك ان تصوم من كل جمعة يومين..

قال عبدالله:

فاني أطيق أكثر من ذلك..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

فهل لك اذن في خير الصيام، صيام داود، كان يصوم يوما ويفطر
يوما..

وعاد الرسول عليه الصلاة والسلام يسأله قائلا:

وعلمت أنك تجمع القرآن في ليلة

واني أخشى أن يطول بك العمر

وأن تملّ قراءته..!!

اقرأه في كل شهر مرّة..

اقرأه في كل عشرة أيام مرّة..

اقرأه في كل ثلاث مرّة..

ثم قال له:

اني أصوم وأفطر..

وأصلي وأنام.

وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي

فليس مني".

ولقد عمّر عبدالله بن عمرو طويلا.. ولما تقدمت به السن ووهن
منه العظم كان يتذكر دائما نصح الرسول فيقول:

" يا ليتني قبلت رخصة رسول الله"..













































**






ان مؤمنا من هذا الطراز ليصعب العثور عليه في معركة تدور رحاها
بين جماعتين من المسلمين.

فكيف حملته ساقاه اذن من المدينة الى صفين حيث أخذ مكانا في
جيش معاوية في صراعه مع الامام علي..؟

الحق أن موقف عبدالله هذا، جدير بالتدبّر، بقدر ما سيكون بعد
فهمنا له جديرا بالتوقير والاجلال..


رأينا كيف كان عبدالله بن عمرو مقبلا على العبادة اقبالا كاد
يشكّل خطرا حقيقيا على حياته، الأمر الذي كان يشغل بال أبيه
دائما، فيشكوه الى رسول الله كثيرا.

وفي المرة الأخيرة التي امره الرسول فيها بالقصد في العبادة
وحدد له مواقيتها كان عمرو حاضرا، فأخذ الرسول يد عبدالله،
ووضعها في يد عمرو ابن العاص أبيه.. وقال له:

" افعل ما أمرتك، وأطع أباك".

وعلى الرغم من أن عبدالله، كان بدينه وبخلق، مطيعا لأبويه فقد
كان أمر الرسول له بهذه الطريقة وفي هذه المناسبة ذا تأثير خاص
على نفسه.

وعاش عبدالله بن عمرو عمره الطويل لا ينسى لحظة من نهار تلك
العبارة الموجزة.

" افعل ما أمرتك، وأطع أباك".














**






وتتابعت في موكب الزمن أعوام وأيام

ورفض معاوية بالشام أن يبايع عليا..

ورفض علي أن يذعن لتمرّد غير مشروع.

وقامت الحرب بين طائفتين من المسلمين.. ومضت موقعة الجمل..
وجاءت موقعة صفين.

كان عمر بن العاص قد اختار طريقه الى جوار معاوية وكان يدرك
مدى اجلال المسلمين لابنه عبدالله ومدى ثقتهم في دينه، فأراد
أن يحمله على الخروج ليكسب جانب معاوية بذلك الخروجكثيرا..

كذلك كان عمرو يتفاءل كثيرا بوجود عبدالله الى جواره في قتا،
وهو لا ينسى بلاءه معه في فتوح الشام، ويوم اليرموك.

فحين همّ بالخروج الى صفين دعاه اليه وقال له:

يا عبدالله تهيأ للخروج، فانك ستقاتل معنا..

وأجابه عبدالله:

" كيف وقد عهد اليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أضع سيفا
في عنق مسلم أبدا..؟؟

وحاول عمرو بدهائه اقناعه بأنهم انما يريدون بخروجهم هذا أن
يصلوا الى قتلة عثمان وأن يثأروا لدمه الزكيّ.

ثم ألقى مفاجأته الحاسمة قائلا لولده:

" أتذكر يا عبدالله، آخر عهد عهده رسول الله صلى الله عليه
وسلم حين أخذ بيدك فوضعها في يدي وقال لك: أطع أباك؟..

فاني أعزم عليك الآن أن تخرج معنا وتقاتل".

وخرج عبدالله بن عمرو طاعة لأبيه، وفي عزمه الا يحمل سيفا ولا
يقا مسلما..

ولكن كيف يتم له هذا..؟؟

حسبه الآن أن يخرج مع أبيه.. أما حين تكون المعركة فلله ساعتئذ
امر يقضيه..!

ونشب القتال حاميا ضاريا..


ويختاف المؤرخون فيما اذا كان عبدالله قد اشترك في بدايته أم
لا..

ونقول: بدايته.. لأن القتال لم يلبث الا قليلا، حتى وقعت واقعة
جعلت عبدالله بن عمرو يأخذ مكانه جهارا ضدّ الحرب، وضدّ
معاوية..

وذلك ان عمّار بن ياسر كان يقاتل مع عليّ وكان عمّار موضع
اجلال مطلق من أصحاب الرسول.. وأكثر من هذا، فقد تنبأ في يوم
بعيد بمصرعه ومقتله.

كان ذلك والرسول وأصحابه يبنون مسجدهم بالمدينة اثر هجرتهم
اليها..

وكانت الأحجار عاتية ضخمة لا يطيق أشد الناس قوة أن يحمل منها
أكثر من حجر واحد.. لكن عمارا من فرط غبطته وتشوته، راح يحمل
حجرين حجرين، وبصر به الرسول فتملاه بعينين دامعتين وقال:

" ويح ابن سميّة، تقتله الفئة الباغية".

سمع كل اصحاب رسول الله المشتركين في البناء يومئذ هذه
النبوءة، ولا يزالون لها ذاكرين.

وكان عبدالله بن عمر أحد الذين سمعوا.

وفد بدء القتال بين جماعة عليّ وجماعة معاوية، كان عمّار يصعد
الروابي ويحرّض بأعلى صوته ويصيح.

" اليوم نلقى الأحبة، محمدا وصحبه".

وتواصى بقتله جماعة من جيش معاوية، فسددوا نحوه رمية آثمة،
نقلته الى عالم الشهداء الأبرار.

وسرى النبأ كالريح أن عمّار قد قتل..

وانقضّ عبدالله بن عمرو ثائرا مهتاجا:

أوقد قتل عمار..؟

وأنتم قاتلوه..؟

اذن انتم الفئة الباغية.

أنتم المقاتلون على ضلالة..!!

وانطلق في جيش معاوية كالنذير، يثبط عزائمهم، ويهتف فيهم أنهم
بغاة، لأنهم قتلوا عمارا وقد تنبأ له الرسول منذ سبع وعشرين
سنة على ملأ من المسلمين بأنه ستقتله الفئة الباغية..


وحملت مقالة عبدالله الى معاوية، ودعا عمرا وولده عبدالله،
وقال لعمرو:

" ألا تكف عنا مجنونك هذا..؟

قال عبدالله:

ما أنا بمجنون ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
لعمار: تقتلك الفئة الباغية.

فقال له معاوية:

فلم خرجت معنا:؟

قال عبدالله:

لأن رسول الله أمرني أن أطيع أبي، وقد أطعته في الخروج، ولكني
لا أقاتل معكم.

واذ هما يتحاوران دخل على معاوية من يستأذن لقاتل عمار في
الدخول، فصاح عبدالله بن عمرو:

ائذن له وبشره بالنار.

وأفلتت مغايظ معوية على الرغم من طول أناته، وسعة حلمه، وصاح
بعمرو: أو ما تسمع ما يقول..

وعاد عبدالله في هدوء المتقين واطمئنانهم، يؤكد لمعاوية أنه ما
قال الا الحق، وأن الذين قتلوا عمارا ليسوا الا بغاة..

والتفت صوب أبيه وقال:

لولا أن رسول الله أمرني بطاعتك ما سرت معكم هذا المسير.

وخرج معاوية وعمرو يتفقدان جيشهما، فروّعا حين سمعوا الناس
جميعا يتحدثون عن نبوءة الرسول لعمار:

تقتلك الفئة الباغية.

وأحس عمرو ومعاوية أن هذه المهمة توشك أن تتحول الى نكوص عن
معاوية وتمرّد عليه.. ففكرا حتى وجدا حيلتهما التي مضيا
يبثانها في الناس..

قالا:

نعم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار ذات يوم:

تقتلك الفئة الباغية..

ونبوءة الرسول حق..

وها هو ذا عمار قد قتل..

فمن قتله..؟؟

انما قتله الذين خرجوا به، وحملوه معهم الى القتال"..!!

وفي مثل هذا الهرج يمكن لأي منطق أن يروّج، وهكذا راج منطق
معاوية وعمرو..

واستأنف الفريقان القتال..

وعاد عبدالله بن عمرو الى مسجده، وعبادته..





































































**






وعاش حياته لا يملؤها بغير مناسكه وتعبّده..

غير أن خروجه الى صفين مجرّد خروجه، ظل مبعوث قلق له على
الدوام.. فكان لا تلم به الذكرى حتى يبكي ويقول:

" مالي ولصفين..؟؟

مالي ولقتال المسلمين"..؟








**




وذات يوم وهو جالس في مسجد الرسول مع بعض أصحابه مرّ بهم
الحسين بن علي رضي الله عنهما، وتبادلا السلام..

ولما مضى عنهم قال عبدالله لمن معه:

" أتحبون أن أخبركم بأحب أهل الأرض الى أهل السماء..؟

انه هذا الذي مرّ بنا الآن.ز الحسين بن علي..

وانه ما كلمني منذ صفين..

ولأن يرضى عني أحب اليّ من حمر النعم"..!!

واتفق مع أبي سعيد الخدري على زيارة الحسين..

وهناك في دار الحسين تم لقاء الأكرمين..

وبدأ عبدالله بن عمرو الحديث، فأتى على ذكر صفين فسأله الحسين
معاتبا:

" ما الذي حملك على الخروج مع معاوية"..؟؟

قال عبدالله:

" ذات يوم شكاني عمرو بن العاص الى رسول الله صلى الله عليه
وسلم وقال له:

" ان عبدالله يصوم النهار كله، ويقوم الليل كله.

فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:

يا عبدالله صل ونم.. وصم وافطر.. وأطع أباك..

ولما كان يوم صفين أقسم عليّ أبي أن أخرج معهم، فخرجت..

ولكن والله ما اخترطت سيفا، ولا طعنت برمح، ولا رميت بسهم"..!!

وبينما هو يتوقل الثانية والسبعين من عمره المبارك..

واذ هو في مصلاه، يتضرّع الى ربه، ويسبّح بحمده دعي الى رحلة
الأبد، فلبى الدعاء في شوق عظيم..

والى اخوانه الذين سبقوه بالحسنى، ذهبت روحه تسعى وتطير..

والبشير يدعوها من الرفيق الأعلى:

( يا أيتها النفس المطمئنة..

ارجعي الى ربك راضية مرضية

فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)..























الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سلسلة رجال حول رسول الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 100 خصلة انفرد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم
» نبارك افتتاح قسم (إلا رسول الله) صلى الله عليه وسلم..
» إلا رسول الله .. فلاشات + أناشيد ..
» صورتعرض مااستخدمه رسول الله منذ القدم اوعى تفوتك بجد
» الا رسول الله عاجل عاجل ..... عاجل الليلة ليلة النصرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العمار اون لاين  :: المنتدى الأسلامى :: عماااأإااالقة التاريـ خ-
انتقل الى: