السيد سعيد علام
العمر : 56 عدد المساهمات فى المنتدى : 1 تاريخ التسجيل : 14/08/2009
| موضوع: قصص قصيرة الأحد أغسطس 30, 2009 10:58 pm | |
| كرم زائف سائراً فى الطريق بلا هدف لمح أبو أمين يفترش حصيرة أمام بيته ، يرتدى القفطان يجاوره جلبابه الصوف وطاقيته العالية00يستند بظهره على مسند يفرد عليه يديه0 ألقى عليه السلام ، فضم رجليه الممتده ودعاه إلى شرب الشاى قبل رد السلام عليه00فشكره غير جاد فهى فرصة للتسرية على نفسه معه وتفريغ شحنة غضبه الاقتصادى فى البيت وبعد اصرار أبو أمين وحلفه باغلظ الإيمان على مجالسته والاستمتاع معه بخمسينة شاى معا بعد أن أبّى أن يطلبها من زوجته خشية من طلب زيادة مؤنة الشاى والسكر الشهرى00جلس معه يسمع مضطراً إلى الكثير من بطولاته الزائفة التى يعقب كل واحدة منها بضحكة مصحوبة بخروج رذاذ من فمه 00 فكم يمقت تلك الضحكة !00شعر بقرب الفرج عندما نادى على أمين الذى جاءه – بعد فترة انتظار طويلة على نفسه – ضاجراً00واقفا أمامه يحثه على السرعة فى القاء طلباته التى لا تنتهى00 قلقاً يهدهد الأرض بقدميه ، يضع كف يديه على الأخرى على بطنه لينهى أبو أمين وصلة تمرده مشيراً نحوى قائلاً : خد من عمك فلوس وهات باكو شاى وكيلو سكر وإبقى اعمله كباية شاى لو قدرت!!0وضاعت بعودتها لا ادرى سر الضحك المتواصل التى انتابنى عندما اكتشفت اختفاء محفظة نقودى مخالفاً للمتعارف عليه والطبيعى من حزن وغضب على ضياع نقودى ومستنقع الروتين الذى ساغوص فى اوحاله لاستخراج بطاقة تحقيق الشخصية والمستندات التى كانت تحويها00 فهل كانت ضحكات ساخرة على الحادث لأنه يحدث لأول مرة ؟00 أم كانت فخراً 00فلا يسرق الا الأغنياء؟ 00 أم لصورة وجه االلص المنحوس بما يجده فيها من بضع جنيهات هزيلة بعدما توسم فى منظرى وهندامى الثراء ؟ 00لكن ادرك سبب انقطاع تلك الضحكات بعدما وجدها زملائى وقد سقطت منى فى دورة المياه ومرت على عدد من الزملاء - الذين تعنترت امامهم ماليا بما تحويه وتعففى لأى مساهمة مالية منهم - وتفحصوها كاملة 00وتبدل نظراتهم إلىّ بعد إعادتها لى 0وردة بيضاءتجمعت بناته الثلاثة حوله بعد نجاحهن فى مراحل التعليم المختلفة وطلب من كل واحدة منهن أن تختار هدية فى حدود إمكانياته المتواضعة من مكافأته السنوية ولا يتناسين مطالب البيت المؤجلة لها00 فطلبت أصغرهن فستاناً بدلاً من فستانها الوحيد التى لم تعد تجدى معه عمليات الترميم ، وطلبت الوسطى حذاء بدلا من حذائها الوحيد الذى ضج الاسكافى من كثرة اصلاح نعليه وجلده ، أما الكبرى التى تحملت المسئولية معه بعد وفاة والدتهن بعد تعفف طويل طلبت وردة بيضاء طبيعية 00 اسرع إلى المحلات الشعبية ليدخل الفرحة للقلوب الغضة التى كلت من حزن فراق والدتهن وظروفه المالية الضعيفة رغم عمله الصباحى والمسائى 00أحضر بباقى المكافأة فستان للصغرى وحذاء للوسطى مع ترك جنيهات زهيدة لوردة الكبرى – المشفقة على حاله وامكانياته فى كل امورها وفى هديتها الرمزية - التى سيشتريها فى عودته 00 تهتك نعل حذائه00وعالج ضربة شمس كادت تقضى عليه فى بحثه عن الوردة الطبيعية البيضاء 00فكلما لمح الفستان والحذاء فى يديه يكد فى بحثه عن ورود طبيعية بيضاء فى غير اوانه بلا فائدة حتى اصابه اليأس لكنه اصر واشترى لها بوكيه ورد ابيض صناعى وعاد ماشياً بعد ان اكمل حقه بمواصلات عودته !!0حنيــن
كل يوم تصطحب ابنتها من الحضانة بعد خروجها من العمل، وتصر على المرور أمام فترينة الأستوديو التى ما زالت تحوى صورة زفافها التى استأذنهما المصور لتزين الفترينة لجمال العروس - الذى جعلها هدفا للعرسان- وجمال فستان زفافها.. تتمتم بحسرة بكلمات وتضم ابنتها لصدرها وتمضى إلى البيت خدمتها بدون أجر معنوى ولا حتى مادى0
يقين
السيدة الأنيقة التى تشترى منى يومياً حفاضة مفردة لرضيعها وكل بضع اشهر تزيد من حجمها وتعاطفت معها من سهر ليال طويلة من بكاء ابنها فى نزلاته الشعبية والمعوية وأنا اصف لها جرعات الدواء اكتشفت أنها عاقر تركها زوجها لعدم الإنجاب !0
[b]أنا وحبيبي وبس
مال بطنى محجرة كده ليه ومشى قادرة أتحرك؟!.. مالك يا واد يا محمود مقموص ولا إيه ؟!.. راكن فى جنب ليه زعلان منى وبتعقبنى هو ايه اللى كان حصل يعنى لما مديت أيد أبوك على بطنى عشان يحسكويفرح معاى بيك وأنت بتتشاقى جوه بطنى!.. أنت بتغير يا بيضة ولا إيه ، ما أنت كنت فى ظهره وجابك لى فى ساعة صفا وبتكبر وتتغذى من دمى . حقك علىّ مش هنشغل بحد غيرك .. متحجرش كده ،افرد نفسك والعب زى ما بتحب جواى ..آه يا ابن المفترية بقى كل دى خبطة ! .. بس لما تشوفك عيناى وتكبر وتقدر تتحمل وهتشوف أنا ها عمل فيك إيه! .. طب انزل كده عشان تشوف أنا عامله لك إيه وجيبالك إيه، وصور العيال الحلوة المتعلقة على الحيط وعمال ابص عليهم من قبل الحمل لبعد الوحم عشان تطلع جميل زى واحد فيهم ولا بالوراثة هتطلع شبهى ولا شبهه أبوك ..هو مين بيحب التانى اكتر؟ .. زى ما يكون شكلك هتكون فى عينى أحلى الناس كلها ، واللى رد كرامتى قدام حماتى وسلايفى اللى بطونهم كانت محرومة عشان تعبئ من ليلة الدخلة ،وكلامهم اللى يهرى الكبد وإيه يعنى لما اقعد سنة من غير حبل .. لازم أروح لدكتور واللازم يتعملى حتى لو كانت عملية .. أيدكم فرطة دلوقتى وكنتوا منشفينها أيام الجواز ومدعين الفقر ولا هى فنجرة بق والسلام قدام الناس عشان تسمموا بدنى .. ربنا كبير وحبلت من دكتور وكمان فى واد هيطلع زى القمر ويشيل ويطول فقر العيلة الدكر وهسميه محمود على اسم ابوى ومش اسم حماى زى مانتوا عاوزين، مش زى المعدلين اللى ملو الدار بنات.. ومن ساعتها وأنا مش مدياهم وش وقفل علىّ بابى ومع حبيبى وبس ويمكن نستضيف أبوه لما ييجى أخر الليل والأجازات ويقولوا زى ما يقولوا من هريتهم . مش عارفه هما ليه يحسبوا عمرك من يوم ما تخرج من بطنى ، وأنا من ساعة ما الروح دبت فيك لا كلامنا وقف ولا شقاوتك بطلت.. شايف كل الدباديب المرصوصة وأشكالها وألوانها الجميلة هتلعب معاهم وتنشغل بيهم لو انشغلت عنك غصب عنى والكبير ده اللى هينام فى حضنك..طب متكشرش كده مش هنشغل عنك بحد حتى لو كان أبوك ،هو فيه حد اعز منك فى قلبى ، يتفلق وننام إحنا فى حضن بعض ، دا مش هيعرفك ولا يلاعبك إلا لما تكون ساكت ولا بتضحك ..إنما بتعيت ولا تعبان تبقى ابنى وبس.. دا حتى فاكر لما سكت ساعة ما حط أيده عليك فى بطنى انك بتاهبه حتى من قبل ما تتولد ، معذور ما هو ما يعرفش اللى بنا وانك بتعاقبنى وبتحجر فى بطنى عشان دخلته بنا.. يلا أتفرد بقى مش عارفة أستريح فى اى نومه .. دا لسه فاضل أسبوعين ويومين على معاد نزولك.. بس لما تنزل وأنا أعوض كل ساعات النوم ، فى حضنك مش حضن حد تانى يا ابن عمرى اللى فات واللى جاى.
حديث الذكريات
عندما قطع المسلسل العربى موجز إنباء الثامنة مساءاً تطلعت إذنها- لا إراديا- لباب الشقة حين يولج مفتاحه فيه ، تجرى نحوه الأولاد سعيدة يسبقهم قلبها فرحه بحضوره00يتطلعون ليده وحقيبته بما تحوى لهم ولها من حلوى00تعود الحياة للبيت و لجسدها روحه بعودته من عمله 00دهور طويلة من اليوم تمر فى انتظار عودته، لكنها تذكرت أنه لم يفتح الباب منذ شهر بالتمام ولن يفتحه فى اى وقت آخر00استشعرت مرارة فى حلقها وتتابعت ذكرياتها مع القلب الحانى والروح العالية وكأنه ضغط كل حنانه وخفة روحه فى هذا الوقت القصير الذى عاشه معهم 00 لكن دائما تتسرب السعادة من الحياة سريعا 00 وأشفقت عليها أسرتها بعد رحليه واخذوا يتناوبوا الإقامة معها 00 لا يتركوها وحيدة تجتر ذكرياته معه وأحزانها بفراقه ، شكرتهم ودعتهم للرحيل لمنزلهم ويتركوها وحدها تواجهه حياتها وحياة أولادها من بعده بحرية 00 فلن تنساه ولو ظلوا الدهر معها ، فكل بقعة فى حجرات المنزل تذكرها بمشاوراتهما الطويلة فى تأثيثها وفى تقسيم الحجرات والدهان وإكسسوارات الحجرات 00 اذواقهما كانت متقاربة تكاد تتطابق وعند اختلافهما الضئيل كان يترك الاختيار لها وحدها 00 فالبيت هو مملكتها والباقى رعاياها فى تلك المملكة ولم تتمالك دموعها وهى تنهمر رغما عنها ولم تشعر إلا وأولادها يحيطون بها فتضمهم إلى صدرها بقوة ، ربما يخففوا دموعها التى مازالت تنهمر وتذيب السؤال الذى يحتويهم : بابا فين !0
[/b] | |
|
black pearl "المدير العام"
العمر : 35 العنوان : Tanta عدد المساهمات فى المنتدى : 7928 الوظيفه : lawyer الوسام : تاريخ التسجيل : 04/02/2009
| موضوع: رد: قصص قصيرة الإثنين أغسطس 31, 2009 1:12 am | |
| | |
|