نزلت أجيب عيش ..

[

بسم الله الرحمن الرحيم

صباح الخير يابنى , كانت اول كلمه اسمعها اليوم ده رديت على امى قلتلها ,
صباح الخير يا غاليه , لمحت فى عنيها نظره حيره , خوف من حاجه , مخبيه عليا ايه مش عارف ؟!
قطعت العرق و سيحت دمه سألتها مالك يا ماما وقلبى و جوفى مليان " جيب العواقب سليمه يارب "
بعد ما ترددت شويه والحيره زادت فى عنيها سمعتها قالت و كأنها طفله لم يتذوق لسانها حلاوه النطق
" ماتنزل تجيبلنا عـيـش "
اتغيرت معالم وشوشنا , راحت من عينى لمعة الصباح ومن وشها الابتسامه دابت , بصت فى الارض ولسه حتكمل...
قلتلها متكمليش , جه وقتى ولازم اثبت لكل اللى فى البيت انى قد المسئوليه ....
لبست بسرعه بعد ماعرفت ان التروسيكل بيحمل العيش من الفرن اللى جنب البيت و فى طريقه للكشك .

وخرجت من الاوضه لقيت اخواتى بيسلموا عليا و بابا بيودعنى وابتسامه فى عيونه دارت مليون دمعه ...
" انا خلفت راجل " كانت كلمه وداع بابا ليا وهو ماسكنى من كتافى وامى جايه شايله القفص الفاضى
و المفترض جندى البيت الباسل اللى هو انا انزل الساحه و اعمر سلاح البيت بعدد لا بأس به من الأرغفه ,
مديتلى ايديها بالقفص و فى عنيها نظره بتقول " ترجع سالم غانم ياولدى "
و فى سرى قلتلهم كلهم " حتوحشونى " ونزلت و قفلت الباب ورايا .....

نزلت
الشارع فى مشوار طويل للكشك هون عليا السكه شباب كتيره " رجاله " زيى وفى
سنى وشابات قمرات رايحين يجيبوا العيش وناس كبيره شعرها ابيض شايله القفص
بالعافيه و هى راجعه من المعركه .
ووصـلــت ...
مفيش فى الطابور بتاع " الرجاله " غير حوالى 5 بنى ادميين وطابور الستات طويييل ,. مش عارف ليه ؟!
حضرت
" الجنيه " فى ايديا وقلت يا امسهل شويه وجه التروسيكل وده عباره عن صندوق
خشب او حديد على 3 عجلات يتحط فيه العيش و اديها زقه , اتنين بيزقوه كتر
خيرهم وصلوا الكشك تعبوا , هلكوا , اترموا على جنب , و الست البياعه اخدت
قفص قفص و تحول من التروسيكل للكشك و انا شايف المسرحيه دى من على مرمى 5
اشخاص و انا سادسهم و شويه تديهم الاقفاص الفاضيه , و يتكلموا شويه و
تديهم فلوس البيعه اللى عدت , و الساعه عدت ....

جو حر , ناس
عرقانه , ست شايله ابنها على دراعها , واحد بيقول لصاحبه انا حاجز قدامك
بس حوصل مشوار و جاى , واحد تانى طلع سيجاره وركن جنب الطابور وسمعت شاب
بيقول " يارب الحق اوديلهم العيش ع العشا "
بصراحه انا سمعت كدا قلقت ,
ميلت عليه " هو انت بقالك كتير هنا " شاورلى على شنطه جنبه فتحتها لقيت
فيها صوره لطفل عنده 10 سنين " قال دى صورتى اول ماجيت اجيب العيش " ....
وقعت منى الصوره , فكيت زراير القميص , اخدت نفسى , بصيت للسما ولاحظت الشمس بتبتدى تغيب .
انظار الناس كلها حاده , مليانه لهفه , شوق , حنين ولا كانهم مستنين اعز حبايب بعد طول غياب , كله باصص لرغيف العيش على انه كنز .
شافوه ... لعابهم سال , ناس شكرت ربنا وناس تانيه قالت " يابخت الفجير ياولداه "

الموبايل بتاعى رن , ده بابا , بيكلمنى على غير العاده وفى لهفه قالى
الو
ازيك يا بابا
انت بخير يابنى
انا كويس , المهم انت عامل ايه و كل اللى فى البيت ؟
كويسين يابنى كلهم كويسين بيسلموا عليك و مش ناقصهم غير انهم يشوفوك
- و بصوت مبحوح و نبره مكتومه قالى -
انت قدامك كتير يابنى
مالك يابابا , خير فى ايه ؟ متقلقنيش اكتر من كدا
يابنى انت محضرتش خطوبه اخوك و فرحه كمان اسبوع , نفسنا تبقى موجود معانا
- بصيت بحرقه وحزن ع الطابور وضحكت على نفسى و على بابا -
خلاص يابابا اطمن قريب اوى " راجع " وخلصت المكالمه .

شلت
الموبايل و اخدت نفسى تانى ,, انا عارف انه مش نضيف , بس انا مجبر اصل
الناس الوحشين بيرموا " الزبـالـه " جنب الكشك اللى بنجيب منه " الـمـم "
وعشان بقى الناس الحلوين حلوين ... شالوا الصندوق الكبير وبقى " الـمـم ع
الـيـع " مبقتش عارف اعمل ايه ؟! اتحسبن - اتشحتف -اعيط - ارجع بيتنا -
اشتم - اسب - متهيألى دى مراحل متاخره للتقدم اللى وصل ليه " الـمـم "
ايييه , وبعد فتره زمنيه ليست بقليله رن الموبايل تانى
الوه , ايوه يا ماما , خير انشالله
خير يابنى , مرات اخوك ولدت وسموا الواد بأسمك , يالا بقى ترجع باسلامه عشان تزاكرله كدا الثانويه العامه .
بصراحه كدا انا طيرت من الفرحه , دمعتى نزلت وسألت نفسى ياترى حلحق ازاكر للواد ولا حلاقيه دخل الجامعه زى عيال اختى ؟!
اييييه
, وبعد فتره زمنيه اخرى ليست بقليله لقيت منظر الشباك بيقرب والرؤيه
لأقفاص العيش ابتدت تزيد وتبقى اوضح وخلاص ايوه قدامى واحد بس و اجيب
العيش واثبت للعالم كله ان مفيش حاجه اسمها مستحيل .....

ياااااااااااه
.... خلاص وصلت , داب الجنيه , شعرى اتنكش , مفاصلى سابت , اعصابى باظت ,
معقوله انا دلوقتى ورغيف العيش وجها لوجه " مش ممكن " وسرحت ثوانى قبل ما
امد ايدى بالفلوس
وتخيلت نفسى وانا راجع بالقفص والشارع كله بيهتف
ويقولى براوه عليك يا واد واحضان اهل البيت ودموعهم ودموعى بـس فوقت على
صوت مش لطيف بالمره كان صوت الست البياعه وجنبها اقفاص العيش متكومه ,
مكمكمه ومعجنه القفص و العيش لون واحد ورن موبايلها برنه عجيبه " حبيبى
فوق السطوح و انا لسه فى الحوش " سابتنى حالا وراحت ترد ع الهاتف
ندهت
, شاورت , زعقت , شتمت , شخطت , خبطت نزلت المطره وعدت فصول وموسم مدارس
جديد ولا فى الدماغ ... لا حياة لمن تنادى ... وبعد طول انتظار الحمدلله
افتكرت انها شغاله بياعه فى الكشك ده والمفروض متعطلش الناس وتوفرلهم خدمه
العيش فى اسهل صوره .
ربك و الحق انا طبعا مقلتلهاش كدا كنت انضربت وقتى , المهم ,
مديت ايدى زى الشاطر و اكوام من الناس ورايا واحد يزق , وواحد يقولى خلصنا يابلادينا ,وغيره يحسد , وغيره يقول يابختك ...
وبكل فخر مديت ايدى بالجنيه , بصت الست للجنيه ودورت وشها وقالت كلمه واحده
" العمله دى اتـلغـت من زماااااااااااان "

[/size]

ههههههههههههههههه

ههه

ههههههههههه