تواصلت ردود الفعل في مصر حول فشل وزير الثقافة فاروق حسني في الفوز بمنصب رئيس
منظمة اليونسكو.
واعتبر الدكتور يحيى القزاز أحد قيادات حركة كفاية المعارضة ان هزيمة وزير
الثقافة كانت مستحقة لأنه "أفسد الثقافة والفن على مدار العقدين التي أمضاهما في
منصبه حتى الآن" على حد قوله.
وطالب القزاز بالتحقيق في الأنباء التي تتحدث عن إهدار ملايين الدولارات من
أموال الشعب الفقير في حملات الدعاية للمرشح المصري.
كما ترددت معلومات عن قيام الحكومة المصرية بإنفاق مبالغ طائلة تقدر بمائتي
مليون دولار من لنفس الغرض.
من جانبه أشار عدد من نواب المعارضة أن بقاء حسني في منصبه يعني مزيدا من
الإنهيار لتلك المؤسسة التي يشغلها ومزيدا من التردي للفن والمسرح وكافة ماله علاقة
بالمعرفة.
وطالب هؤلاء وبعضهم من الإخوان المستقلين وأحزاب الوفد والكرامة بضرورة تشكيل
لجنة خاصة للتحقيق في قيمة الأموال التي أنفقت على الحملة التي إنتهت بالفشل
الذريع.
واشاروا إلى أن جملة خسائر مصر من وراء تلك الحملة تصل إلى نصف مليار جنيه، إذا
أخذنا في الحسبان التنازلات التي قدمتها مصر لدول في الشمال الأفريقي وبقاع اخرى من
العالم كي تسحب مرشحيها.
من جانبهم دعا رموز في الحزب الوطني لمقاطعة شعبية واسعة للبضائع الأمريكية بسبب
موقف إدارة أوباما في الصراع على منصب مدير اليونسكو والذي خسره المرشح المصري
فاروق حسني.
وقال نواب في البرلمان تابعون لوطني من بينهم عبد الرحيم الغول وعبد الأحد جمال
الدين وآمال عثمان إن واشنطن التي كانت تدعي أنها صديقة لمصر خذلتنا.
كما نددت قيادات في أحزاب العمل والتجمع والوفد والكرامة والناصري بالمؤامرات
الأمريكية على مصر في معركة اليونسكو.
واعتبر عبد الغفار شكر القيادي في حزب التجمع وحلمي سالم رئيس حزب الأحرار ومحمد
شردي من حزب الوفد أن ما جرى في باريس قبل يومين هو مؤامراة أمريكية بامتياز ضد
مصر، مطالبين بخطوات للرد على واشنطن.
وتسود حالة من القلق الواسع بين مختلف قوى المعارضة ونخب المثقفين والفنانين
المصريين خشية أن يبقى فاروق حسني وزير الثقافة المصري في منصبه بعد أن خسر معركة
اليونسكو.
ودعا كتاب وفنانون الرئيس مبارك الى ان يتجاوب مع إرادة النخب الثقافية والفنية
وقوى الشارع المختلفة ويعزل الوزير الذي كلف الخزانة المصرية مبالغ طائلة في مشوار
ترشيحه لليونسكو الذي لم يوفق فيه.
وأكد الكاتب أسامة أنور عكاشة أنه آن الوقت حان لكي يقبع فاروق حسني في منزله
ويكتب مذكراته إذا كانت لديه مذكرات أصلاً.
وأضاف عكاشة بأن ترشيح فاروق للمنصب كان خطأ كبيراً منذ البداية وكان من الممكن
عدم خسارة المعركة لو تم إختيار بديل تتوافر له الشروط التي تؤهله للمنافسة
الحقيقية.
وقال الشاعر أحمد فؤاد نجم "كان من الطبيعي أن يسقط المرشح المصري فهو يمثل
نظاما مشهودا له بين بلدان العالم بالقمع والفساد ورعاية رجال الأعمال والنخب
الفاسدة والتخلي عن مواطنيه".
وهاجم الفنان محمد صبحي ما وصفها بالمؤامرة الأمريكية الأوروبية ضد فاروق حسني،
لكنه اعترف بأن إختياره من الأساس كان خطأ النظام الفادح داعياً لضرورة البحث عن
بديل يتبوأ منصب وزير الثقافة.
لكن رئيس اتحاد الكتاب المصريين ورئيس اتحاد الكتاب العرب محمد سلماوي قال ان
:هذه النتيجة هي مثل نتيجة اية مباراة يمكن لانسان ان يفوز بها او يخسرها ولكن
المقلق في هذا الموضع تسييس هذه الانتخابات لهذه المنظمة الدولية للمرة الاولى في
تاريخها".
واعتبر أن ذلك راجع الى "المعركة التي خاضها اللوبي اليهودي في الغرب وانتزاع
اقوال للوزير واخراجها من سياقها وفتح معركة سياسية من خلالها".
أما جابر عصفور مدير المركز القومي للترجمة فقال ان هذه النتيجة "أمر طبيعي لأن
إسرائيل لن تسمح بذلك وهي على أبواب العمل الجاد لتهويد القدس العربية، لذلك لن
تسمح لاي مرشح عربي ان يتولى موقع المدير العام لهذه المنظمة الدولية".
وأضاف أنها أيضا "المرة الأولى التي يحصل فيها استقطاب بين دول الشمال ودول
الجنوب، إذ يبدو أن الحركة الصهيونية استطاعت ان تجند دول الشمال في مواجهة شرسة،
ولاول مرة تقف اوروبا بمثل هذا الموقف الشرس في مواجهة المنطقة العربية".
المصدر: صحيفة القدس العربي، مصراوي