السلام عليكم
فلان … تكلمني ؟ نعم أكلمك ألست فلان ؟
قال : نعم وأنت من؟ قلت : نـــووزوو ألا تذكرني ؟ صاحبك أيام الكلية , نظر إلي كأنه لم يصدق : أنت فلان قلت : نعم
, فاحتضنني وأخذ يقبلني ويضحك وكأن العينان مملوءتان بالدمع لأنه أخذت تدور في مخيلته أيام الكلية الجميلة التي كانت تدور بيني وبينه
مرت سنون بالوصال وبالهنا ,,,,* فكأنها من قصرها أيام
ثم أتت أيام هجر بعدها ,,,,* فكأنها من طولها أعوام
ثم انقضت تلك السنون وأهلها ,,,,* فكأنها وكأنهم أحلام
قلت : كيف حالك ؟ منذ زمن لم أرك ؟ أين كنت ؟ قال : كنت في بريطانيا والآن وصلت قلت : الحمد الله على وصولك , قال : وأنت الآن ماذا حدث لك ؟ قلت : الحمد الله تخرجت من الكلية , وأنت هل تخرجت ؟ ألقى ببصره إلى الأرض وكأن الدنيا على رأسه , فلان ماذا أصابك؟ لقد تركت الدراسة قلت: لماذا ؟ لقد كنت كما أعهدك من أشطر الطلبة في الكلية , ماذا دهاك ؟ قال : اسمع يا نــووزوو ؟
قلت : نعم . قال : ألم أكن أمشي مع الجنس الثالث ؟ قلت : نعم قال : وكنت أسير معهم وألبس مثل ثيابهم حتى القلائد كنت ألبسها أبحث عن السعادة .. وكان مثلي الأعلى الذي أقلدهم هم الفيس برسلي بشعره ومارادونا بتراجيه ومايكل جاكسون بمجوهراته ومعجب بترافلونتا لاعبة التنس وبشذوذها الجنسي مع الجنس الناعم و…
قلت : فلان وبعدين وش صار ؟ قال : أنت الحين اسمع قلت : هات قال : نــووزوو وكنت في تلك الأيام ألبس أجمل البدل وألطفها حتى أنني كنت أتحدى البنات بتتبع الموضات وحتى الكريمات لم أنساها كنت أضع أفضل الدهون والكريمات .. حتى أصبح جلدي أنعم من الزبدة و بشرتي ألطف من الحرير وكانت أناملي أنعم من أصابع الفتيات المراهقات .. وكنت ألبس أضيق الملابس ولو وقفت بدون حراك لظننتني عامود كهرباء حتى أن حركاتي كانت أخف وأرشق من حركات راقصات الباليه .. وأيضا كلامي تخرج منه ألطف الكلمات كأنني العروس في خدرها ولا يخرج من فمي إلا أعذب الكلمات وأجمل الحروف كأنني بلبل يبحث عن عشيقة له في موسم التزاوج ..
قلت : وبعد ذلك لماذا تركت الدراسة ؟ قال : نــووزوو أسألك لو مت على هذه الحالة ماذا يفعل الله بي يوم القيامة ؟
ولكن والله يا نـــووزوو لو مت على تلك الحالة لحاججتك أمام الله ولطلبت القصاص منك يوم القيامة ؟ قلت : لماذا ؟
قال : لماذا لم تدعوني إلى الإسلام , لقد كنت أعيش في غفلة ما يعلمها إلا الله .. كنت تسير معي وكلمتك عدة مرات ولم تنكر علي لبسي وهندامي وحركاتي وكنت أستغرب منك .. وأسأل نفسي : مال هذا الشخص لا ينكر علي كما أنكرعلي قبله كثير .. كنت أراك تضحك وتمزح معي وتخاطبني مخاطبة الرجال كأنك لا ترى ما أفعل . قلت : الآن عرفت .. تركت الدراسة بعد الالتزام بدين الله تعالى .
إذا اسمع فلان لقد كنت أدعوك للهداية منذ أول يوم عرفتك به ولكنك كنت أمامي كالمريض ومصاب بمرض خطير هل أخبره بحقيقة مرضه أم أعلق قلبه بالله تعالى أولا ثم مع مرالأيام سوف ينهل على قلبه الخير بإذن الله ..
وأنت ومن على شاكلتك كنتم مرضى لا تعبهون بالدنيا وكنتم تسيرون إلى الهاوية فلم ينفعكم أهلكم ولا جيرانكم ولا من تعلمتم تحت يده فقلت استخدم معكم طريقة جديدة ألا وهي المخالطة وكانت في الكلية فقط في المحاضرات وبعض الممرات كنت أخبركم ببعض أهوال يوم القيامة .. وكنت أسلم عليكم وأبش في وجوهكم وكان زملاءك يسبونني ويشتمونني وكنت أبتسم بوجوهكم ولا أرد عليكم لعل الله يصلح حالكم وأن تكونوا من أصحاب الجنة ، قال : نعم وكنت مستغربا منك وأقول أنك غير الشباب الذين رأيناهم إما يقولوا كلاما جميلا ويعاكسوننا أو شبابا يسبوننا ويقولون يا أيها الفاسقين ,
قلت: ألم أسألكم ماذا تفعلون بعد عشر سنين هل تبحثون عن ( زوج أو زوجة ) هل تحبون أن تسمعوا كلمة ماما أو بابا أم كيف يخاطبكم الملكان في القبر بفلان أو فلانة ، قال : كان يجب أن تقول أن فعلنا حرام , قلت : عندما كنت في تلك الحالة لم تكن نفسك أن تقبل كلمة حرام أو حلال لم تكونوا مهيئين لسماع النصوص الشرعية لأنكم كنت تعيشون في عالم كله حلال حتى أن جنسكم قمتم بتغيره ونسيتم خالقكم وكنتم تبحثون عن السعادة وإبراز أنفسكم في المجتمع
ولست أرى السعادة جمع مال ,,,,* ولكن التقي هو السعيد
وتقوى الله خير الزاد ذخرا ,,,,* وعند الله الأتقى مزيد
وما لابد أن يأتي قريب ,,,,* ولكن الذي مضى بعيد
قال: لقد كنت رجلا بلا هوية كنت رجلا ضائعا في عالم الحرية لا هدف لي في الدنيا إلا أن أكون شاذا حتى يعجب بي الناس وخاصة ناقصات العقل .. وكنت في الليل أنام والكوابيس تتعارك في مخيلتي لا أستطيع أن أميز الأشكال مرة أكون بطلا مغوارا في الحلم ومرة أكون عروس جميلة بدون عريس .
قلت : أحمد الله إني أراك الآن ملتزما بدين الله .. وها أنت معي في المسجد قد صلينا العشاء مع الجماعة .. ولقد كنت أدعوك للمسجد ولم تأتي والآن ها أنت في المسجد . فاحتضنني وقبلني وقال : والله منذ أيام ولقد كنت في بالي وقلت أين أجد ذلك الشخص في الكلية الذي كان يدعوني للالتزام ..
الذي كان يعرفه أكثر من كان في الكلية بمرحه وابتسامته وهداياه الجميلة التي لا تنسى , قلت : الآن وجدتني وأنت أصبحت رجلا بهوية فماذا ستفعل ؟ قال : أريد أن أكفر عن أعمالي الماضية وأن أدخل الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا قلت : الحمد الله ..
قال الله تعالى ((والذين لا يدعون مع الله إله آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون * ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا * إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما )) الفرقان
نظر إلي وقال : نـــووزوو أريد لقاء ربي وبسرعة فلم أجد طريقا أسرع من طريق الجهاد في سبيل الله تعالى ,
استغربت قال : وأيضا الذي يموت في سبيل الله يغفر له في أول قطرة دم تخرج من جسده ويشفع في سبعين من أهل ويزوج بالحور العين ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن للشهيد عند الله سبع خصال , أن يغفر له في أول دفعة من دمه , ويرى مقعده من الجنة , ويحلى حلة الإيمان , ويجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبر , ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها , ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين , ويشفع في سبعين من أقاربه) رواه أحمد..
ولكن أمك وأبوك..
قال : لم يمنعاني عندما كنت أسير مع الجنس الثالث فإنهما لم يمانعان في ذهابي للجهاد , فأخذت أدردش معه حوالي ساعتين وكان قابضا على يدي ويكلمني ثم توادعنا وأخذ خياله يغيب عن بصري .. فقلت ذلك الشخص افترقت معه منذ أعوام وهو يلبس القلادة التي كانت تجمله ويبحث عن السعادة واليوم يغيب عن بصري وهو يلبس اللحية التي تجمل وجهه ويبحث عن الجهاد .. فسبحان مغير الأحوال ، وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبهما كيف ما شاء ) .
أعزائي القراء هذه قصتي مع رجل بلا هوية ( الجنس الثالث ) ولكن العجب كل العجب أن تكون هناك
نساء بلا هوية