مصراوي - ارتفع عدد المصابين فى المواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلى والمقدسيين
عند المسجد الأقصى المبارك إلى 13 فلسطينيا بينهم إصابتان خطيرتان.
واندلعت المواجهات بعد أن اقتحمت مجموعات يهودية متطرفة باحات المسجد الأقصى تحت
حراسة الشرطة الإسرائيلية ، فشرع المصلون المتواجدون فى المسجد برشقهم بالحجارة
والكراسى والأحذية، فردت الشرطة مستخدمة القوة لتفريق المتظاهرين.
وقالت مصادر محلية إن مواجهات اندلعت عند باب المجلس (أحد الأبواب الرئيسية
للمسجد الأقصى) خارج ساحات الأقصى، بعد أن منعت الشرطة المصلين المسلمين من دخول
المسجد الأقصى واغلقت جميع أبوابه ، أسفرت عن إصابة 4 مصلين.
وأضافت المصادر أن 9 مقدسيين أصيبوا إثر اعتداء قوات الاحتلال عليهم بالضرب
المبرح داخل المسجد ، وتم نقل بعضهم إلى المستشفيات .. وتابعت أن من بين الجرحى
مسنا وشابا أصيبا بعيارين مطاطيين فى عينيهما.
وتجددت المواجهات العنيفة بين المقدسيين وعناصر الشرطة الإسرائيلية عند باب
الأسباط وباب حطة من أبواب المسجد الاقصى ، حيث أصيب العشرات ، غالبيتهم من الأطفال
والنساء، برضوض وحالات اختناق عندما اعتدت عليهم الشرطة بالهراوات
وقنابل الغاز
المسيل للدموع عند باب الأسباط.
كما رشق المقدسيون المحتشدون عند باب حطة عناصر الشرطة الإسرائيلية بالزجاجات
الفارغة والحجارة وردت الشرطة بإطلاق الرصاص المطاطى وقنابل الغاز لتفريق
المتظاهرين.
وفور اندلاع المواجهات داخل المسجد الأقصى ، هرع المئات من أهالى مدينة القدس
وأراضى 48 إلى المسجد ، إلا أن إغلاق قوات الاحتلال لبوابات الحرم القدسى الشريف
حال دون وصولهم إلى ساحات المسجد ، فتجمهروا عند الأبواب الخارجية مرددين هتافات
تندد بالاحتلال واعتداءاته على المقدسات والمواطنين فى القدس.
كما منعت الشرطة الإسرائيلية الشخصيات الإسلامية من الدخول إلى المسجد الأقصى ،
ومن بينهم الشيخ عكرمة صبرى رئيس الهيئة الإسلامية العليا ، كذلك أصدرت الشرطة
قرارا بمنع حاتم عبدالقادر مسئول ملف القدس فى حركة فتح من دخول البلدة القديمة فى
القدس لإشعار آخر ، على خلفية دعوته المواطنين للاحتشاد فى الحرم القدسى والتصدى
لمحاولات الجماعات اليهودية المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى.
يشار إلى أن اليهود يحتفلون اليوم بعيد الغفران "كيبور" ، وبهذه المناسبة تعمد
جماعات يهودية متطرفة إلى اقتحام المسجد الأقصى فى محاولة لإقامة ما يسمى بالهيكل
مكان الأقصى.
واندلعت فى 27 سبتمبر عام 2000 ، أى قبل يوم واحد من هذه الذكرى ، مواجهات
مماثلة فى ساحات المسجد الأقصى عندما اقتحم رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق أرائيل
شارون المسجد ، ما أثار مشاعر العرب والمسلمين، وأدى إلى اندلاع انتفاضة عرفت
بانتفاضة الأقصى استمرت لعدة سنوات ، واستغلتها إسرائيل لإعادة احتلال المدن
الفلسطينية وتقويض قوة السلطة الفلسطينية.
وقال الشيخ عكرمة صبرى رئيس الهيئة الإسلامية العليا فى القدس المحتلة، لموفد
وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى رام الله، إن الإصابات التسع وقعت خلال تصدى
المقدسيين لقوات الاحتلال داخل باحات المسجد الأقصى.
وأضاف صبرى - الذى كان يقف على بوابة الأسباط أحد الأبواب الرئيسية للمسجد
الأقصى - أن قوات الاحتلال منعته من الدخول إلى المسجد المبارك.
وتابع أن بوابات الحرم القدسى حاليا مغلقة ومحيط المسجد عبارة عن ثكنة عسكرية من
الشرطة والقوات الخاصة الإسرائيلية ، لكن هذا لم يمنع المسلمين من التواجد على
بوابات المسجد من الخارج لمنع أى يهودى من الدخول .. وحث المسلمين على تحمل
المسئولية لأن المسجد الأقصى فى خطر.
ووقعت اشتباكات فى منطقة باب المجلس بين الشباب المقدسى والشرطة الإسرائيلية
التى اعتدت بالضرب عليهم ، كما شهدت منطقة باب الأسباط مواجهات حيث قام المقدسيون
برشق الشرطة بالحجارة.
وبدأت أعداد كبيرة من عرب الـ 48 بالتوافد إلى البلدة القديمة محاولة الوصول إلى
المسجد الأقصى.
وتشهد باحة البراق وبلدة سلوان الواقعة غرب المسجد الأقصى تدفقا كبيرا
للمستوطنين المتطرفين الذين يحاولون اقتحام المسجد من بوابة المغاربة ، لكن الشرطة
الإسرائيلية تتواجد بأعداد كبيرة هناك.
جدير بالذكر أن أربعة مصلين على الأقل كانوا قد أصيبوا قبل قليل برصاص جنود
وشرطة الاحتلال الإسرائيلى التى اقتحمت باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة بوابة
المغاربة.
واعلن المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ان مسلمين هاجموا يهودا جاءوا للصلاة
الاحد في باحة الحرم القدسي لكن قوات الامن فرقتهم واعادت الهدوء.
وقال المتحدث ميكي روزنفلد لوكالة فرانس برس "ان مجموعة من المؤمنين اليهود
جاءوا للصلاة في جبل الهيكل (اسم الحرم القدسي لدى اليهود) هوجمت بالحجارة من قبل
150 مسلما، وتدخلت قواتنا للتفريق بينهم". واضاف "ان عنصرين من الشرطة اصيبا بجروح
واعيد الهدوء".
وافاد مصور لوكالة فرانس برس ان دعوات اطلقت للتجمع في محيط الحرم القدسي بواسطة
مكبرات للصوت من مآذن المساجد في مدينة القدس القديمة فيما طوقت اعداد كبيرة من
قوات الشرطة المنطقة.
وتأتي هذه المواجهات فيما تستعد اسرائيل اعتبارا من مساء الاحد للاحتفال بيوم
الغفران (كيبور) الذي يقضي بالصوم ل25 ساعة واقامة الصلوات.
ويقع الحرم القدسي ضمن المدينة القديمة في القطاع الشرقي للقدس الذي احتلته
الدولة العبرية واعلنت ضمه في 1967. ويعتبر هذا الموقع ثالث الحرمين الشريفين --بعد
مكة المكرمة والمدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية-- ويضم المسجد الاقصى وقبة
الصخرة.
ويعتقد اليهود انه بني على موقع المعبد اليهودي الذي دمره الرومان في العام 70
ميلاديا وان اخر اثاره تتمثل بحائط المبكى (حائط البراق) المقدس في اليهودية.